المهرجان الثقافي الدولي للمالوف في طبعته السادسة بقسنطينة افتتح، أمس، بالمسرح الجهوي قسنطينة فعاليات المهرجان الثقافي الدولي للمالوف في طبعته السادسة تحت شعار "الجزائر في القلب"، من طرف وزيرة الثقافة خليدة تومي، ويتم تكريم الموسيقار الشيخ عبد الرشيد بوخويط مُؤَسِّس فرقة "البَسْطَانْجِيَّة" في الجزائر، والشيخ بوخويط المعروف باسم "عمي رشيد" من مواليد 0391 بقسنطينة، تربى على يد الكشافة الإسلامية وهو يعتبر من ابرز العناصر المؤسسة لفرقة البسطانجية، قبل ان يلتحق بالجمعية الاشبيلية، وحاليا مدرس بالمعهد البلدي للموسيقى. يأتي المهرجان في إطار تفتح الجزائر على الثقافات العربية من شرق حوض المتوسط الى غربه، في تراثها الموسيقي القادم من بلاد الرافدين، والذي يدل اسم الموصلية دلالة واضحة، تحضره ثلة من الفنانين العرب ليكشفوا إبداعاتهم على أوتار العود والقانون والكمان ويصدحون بأصواتهم وحناجرهم على ركح المسرح الجهوي ليكون شاهدا على سمو هذا الفن ورقيه، بكل طبوعه، ويعيدوا لمدينة الصخر العتيق أيامها وذاكرتها، وعبق تراثها، ويشاركون أهلها فرحة عيد الاستقلال المجيد، وقد حظي المهرجان باهتمام كبير من طرف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ووزيرة الثقافة خليدة تومي، وكذا السلطات المحلية وعلى رأسها والي قسنطينة نور الدين بدوي، لتمكين المشاركة القوية للوجوه الفنية المولعة بفن المالوف والموسيقى الأندلسية، حيث سيشارك في هذا المهرجان فرقة موسيقية عربية من مختلف دول المشرق العربي والمغرب العربي. ومن الفرق المشاركة في هذا المهرجان، نجد فرقة أريج النسوية التي تأسست في سنة 4002 واهتمت بالموسيقية التقليدية وشاركت في العديد من التظاهرات الدولية، وستشارك على خشبة المسرح الجهوي قسنطينة الفنانة سنيا مبارك من تونس وهي مختصة بتدريس تقنيات الغناء العربي المشرقي والتونسي بالمعهد العالي للموسيقى بتونس، ومن العراق تشارك في هذا المهرجان فرقة "طيور دجلة" لتترك بصماتها الفنية والإبداعية وتكون شاهدة بأن العراق ليس بلد العنف والدمار، بل عينا تتطلع إلى المستقبل، علما أن الفرقة تأسست في السويد سنة 2008 من قبل سيدة عراقية تدعى سعاد عيدان من أجل أن تحمل رسالة الحب والسلام لكل شعوب العالم، كما ستشارك المطربة السورية لميس خوري، وهي عضوة في عدة فرق (أمراء الطرب، شيوخ وسلاطين الطرب ونادي شباب العروبة للموسيقى والغناء)، ومن لبنان الفنانة نينة التي ستداعب بأناملها أوتار العود، تلقت هذه الفنانة تكوينا خاصا بمعهد الموسيقى العربية بالقاهرة، التي عرفت مشاركة قوية لفناناتها، جئن من بلاد الفراعنة ونذكر منهن: المطربة إيمان محمد عبد الغني، نهاد فتح الله والفنانة رحاب عمر، بالإضافة إلى المشاركات المحلية من البليدة، قسنطينة وعنابة... الخ. والملاحظ أن المهرجان الثقافي الدولي للمالوف في طبعته السادسة شهد غياب بعض الفرق العربية وفنانين من تركيا مثل المطرب خليل كرادمان العازف على آلة القانون والمطربة أويا إيزيغا، الذين شاركوا في مهرجان 2009 في طبعته الثالثة، كما غابت ليبيا عن هذا المشهد الفني وبالخصوص فرقة ليالي الطرب الليبي التي تربت على يد مشايخ النوبة التقليدية والعصرية والمديح النبوي والأناشيد والأذكار "الصوفية"، وكانت لها مشاركات عديدة في الجزائر مهرجان سكيكدة الدولي الأول للمالوف في سنة 2007 والطبعة الثالثة لنفس المهرجان في سنة 2009 بركح المسرح الجهوي قسنطينة.. عرضت فيهما فنون المالوف الليبي العريق وكان مشاركتها رسالة إنسانية لنشر الهوية العربية العريقة. وحسب مدير الثقافة جمال فوغالي ومحافظ المهرجان، فإن الطبعة السادسة تختلف عن الطبعات السابقة، بحيث أشركت وجوها فنية جديدة من جيل الاستقلال، وهذا لإعطاء بعدا تواصليا بين الأجيال، ومن أجل تحقيق الهدف رصت له الوزارة غلافا ماليا يفوق 02 مليار سنتيم، ما يميز الطبعات السابقة لمهرجان الدولي هو أن الطبعات السابقة تميزت بتقديم محاضرات وندوات حول مراحل تصنيع العود الرمل، وأعمال عمداء ورواد الموسيقى الأندلسية مثل ابن باجة و زرياب ألقاها باحثين ومؤرخين في الموسيقى الأندلسية منهم الأستاذ كارلوس بانياغوا، الأستاذ عبد الكريم سكار من بريطانيا، والدكتور عبد الله حمادي من جامعة قسنطينة، في الطبعة الرابعة للمهرجان اذي نظم في شهر أكتوبر من سنة 2010، بالإضافة إلى فتح ورشات تكوينية، مع أقامة معارض و زيارات سياحية للفرق العربية المشاركة. وفي هذا الإطار، أوضح مدير الثقافة جمال فوغالي أن عدم تنظيم محاضرات في هذا المجال راجع إلى قلة المردودية التي سجلتها الطبعات السابقة، حيث كان الحضور ضئيلا جدا ولم يكن بنفس المستوى الذي كان من قبل.