تايم: شبح القذافي يطارد ليبيا نفى المتحدث باسم النظام الليبي السابق، موسى إبراهيم، إعلان السلطات الليبية اعتقاله أول أمس السبت، وذلك في تسجيل صوتي نشر على شبكة الإنترنت بعد ساعات على إعلان النبأ. وقال إبراهيم في هذا التسجيل: " أخبار اعتقالي اليوم محاولة بائسة لتحويل النظر بعيدا عن الجرائم التي ارتكبها ثوار الناتو "الحلف الأطلسي" ضد أهلنا في بني وليد ". وكان اعتقال إبراهيم أعلن عنه أول أمس من جانب مكتب رئيس الحكومة ووسائل إعلام رسمية في ليبيا، لكن بعد ساعات قليلة بدأت السلطات تتراجع عن هذه المعلومات، وقال المتحدث باسم الحكومة الليبية ناصر المناع أن الحكومة لا تملك أي معطى رسمي عن اعتقال أي من أعضاء النظام الليبي السابق. وأضاف موسى إبراهيم : " نحن موجودون خارج ليبيا ولا علاقة لنا بمدينة بني وليد "، مؤكدا أن " أطفالا ونساء قتلوا في المدينة ظلما وعدوانا من قبل قوات القاعدة المجرمة المتحالفة مع عصابات مصراتة " في إشارة إلى مسلحي مدينة مصراتة المجاورة لبني وليد. واستهل إبراهيم التسجيل الصوتي قائلا: " أنا الدكتور موسى إبراهيم أكلمكم اليوم بعد مرور عام كامل على استشهاد قائد الثورة العظيم ورفاقه الأحرار وعلى سقوط الدولة الشرعية الحرة في ليبيا تحت قصف حلف الناتو وأتباعه من المجرمين " في إشارة إلى الذكرى السنوية الأولى لمقتل الزعيم الليبي السابق معمر القذافي في 20 أكتوبر 2011. وكانت الحكومة الليبية أوردت في بيان مقتضب وزع على الصحافيين أمس "إلقاء القبض على موسى إبراهيم من قبل قوات تابعة للحكومة الليبية الانتقالية عند إحدى بوابات مدينة ترهونة " الواقعة بين طرابلس وبني وليد. وأكد نائب رئيس الوزراء الليبي مصطفى أبو شاقور اعتقال إبراهيم، وقال "تم اعتقال المجرم موسى ابراهيم، وهو في طريقه إلى طرابلس ". من جهة أخرى اعتبرت مجلة "تايم" الأمريكية أن ليبيا بعد عام كامل من مقتل العقيد معمر القذافى لا تزال تعانى من إرث ثقيل خلفه 42 عاماً من حكمه الديكتاتورى، وكأن شبح القذافى يطارد الليبيين فى سعيهم لإقامة دولتهم الجديدة. وقالت المجلة، فى تقرير بثته الليلة الماضية على موقعها على شبكة الإنترنت: "على الرغم من أن مقتل القذافى فى 20 أكتوبر 2011 أسدل الستار على أطول حكم ديكتاتوري فى العصر الحديث، وفتح الباب أمام انتخابات حرة أتت آخرها برئيس الوزراء الليبى الجديد علي زيدان، إلا أن ليبيا لا تزال تعانى من العنف والفوضى". وأضافت: "حتى رئيس الوزراء الجديد جاء فى وقت اعتادت فيه وسائل الإعلام الليبية على الانتقاد اللاذع للقادة الجدد لأدائهم الضعيف فى حكم البلاد خلال العام الماضى". وأردفت المجلة أن ثمة قضايا معينة لا تزال ذيولها الممتدة إلى ليبيا الجديدة تضع العراقيل أمام جهود تأسيس الدولة الديمقراطية، منها الغموض الذى يكتنف الثروات التى نهبتها عائلة العقيد الراحل، ومصير كمية هائلة من الأسلحة التى دأب القذافي على شرائها خلال فترة حكمه التى تجاوزت الأربعة عقود. وبخصوص ثروات عائلة القذافى، قالت المجلة إن نظام العقيد الراحل لم يكن يتسم بالقمعية والوحشية فحسب، بل كان يتسم بالجشع أيضًا. وقالت "تايم": "لقد عمل أبناء القذافى على تهريب الثروات الهائلة التى جمعوها من مبيعات النفط إلى خارج البلاد، وإنفاقها على حياة الترف في الأماكن الفاخرة من جبال الألب إلى منطقة البحر الكاريبي".