المشكل أخذ أبعادا خطيرة تعلّقت بالعنف والجريمة فمقتل الشاب "الباتني" الذي قدم إلى وهران شهر سبتمبر الماضي للسفر نحو إسبانيا لا تزال عالقة بأذهان سكان حي جيش التحرير الوطني "الواجهة البحرية" الذين ردوا السبب إلى عدم توفر الإنارة تلك في الليلة، السبب نفسه أوعزه سكان حي سيدي الشحمي وإلى تفاقم الاعتداءات على الأطفال التي اكتظت بها أروقة جنايات وهران في الآونة الأخيرة. العنف أو الجريمة ما هي إلا فيض من غيض المشاكل التي تعود أساسا إلى الظلام الذي يخيم على ليالي عاصمة الغرب الجزائري، التي عجز المسؤولون بها عن توفير النور للمواطنين، وبالخصوص النقاط السوداء، على غرار عديد الأحياء كالحمري البلاطو وسان بيار وسيدي الهواري بوسط المدينة، إضافة إلى مجمعات حي الصنوبر بلانتير سابقا وراس العين بالضواحي، حيث أن 400 كلم من الطرق الحضرية تبقى غير كافية لإنارة مدينة بحجم وهران التي تحتوي حاليا على حوالي 26 ألف نقطة، تمثل شبكة تتطلب 1.4 مليار سنتيم لإعادة تجديدها سنويا حسبما علم من مسؤول قطاع الطرق والكهرباء بالبلدية الذي اعترف بأن موضوع الإنارة العمومية يعتبر شوكة في حلق المسؤولين، خصوصا وأن وهران على مشارف احتضان الندوة 16 للغاز الطبيعي المميع مطلع أفريل 2010، التي حوّل التحضير لها المدينة إلى ورشة، مضيفا أن معاناة الوهرانيين من المشكل ليس وليد اليوم، وإنما هو إفراز عن التراكمات التي أدت إلى عدم توازن في توزيع النقاط، خاصة في هذا الظرف بالذات، إرادةً للبقاء في الظلام من طرف مروجي المخدرات الذين ينزعجون لتواجد الأضواء، وهو ما يفسر تكسير المصابيح في زوايا كثيرة من شوارع المدينة، إضافة إلى ظاهرة القرصنة وكذا سرقة الكوابل النحاسية، غير أن ذلك لا يعني تبرئة مسؤولي البلدية، حيث ترد بعض الأوساط أن سبب الانسداد الذي شهده المجلس الشعبي البلدي إثر قرار سحب الثقة تم التراجع عنه بعد جلسة الصلح على مائدة المشوي، قد يعود إلى صفقات الإنارة العمومية،خصوصا أنه قد تم رصد غلاف مالي تجاوز 75 مليار سنتيم. في هذا السياق، وفي إطار برنامج رئيس الجمهورية لتهيئة مدينة وهران لاستضافة GNL 16، حيث سيتم تنصيب 55 محولا جديدا سيمكن من توفير 5 ألف نقطة إنارة جديدة، من المنتظر أن تزود بمصابيح تتعدى مدة صلاحيتها 24 شهرا. فهل سيطوي سكان وهران ملف الإنارة العمومية مع انطلاق المشاريع التي استلمت خزينة الولاية الموارد المالية المخصصة لها، على غرار 200 مليار سنتيم لإعادة تهيئة المدينة فيما يتعلق بالطرقات والأنفاق، خصوصا بعد قرار إيفاد لجنة لمتابعة التحضيرات للقمّة 16؟