قضى سكان حي الياسمين بأعالي ''صالامبي'' ليلة بيضاء بحر الأسبوع الماضي، بعد أن تحول هذا الاخير إلى ساحة معركة حامية الوطيس بين شبابه وأبناء حي ديار الشمس المجاور، الذين شنوا هجوما مسلحا بعد منتتصف الليل خلف عدة جرحى وخسائر مادية. تحول حي الياسمين في الأيام الأخيرة إلى ساحة قتال بين شبابه وشباب حي ديار الشمس، وحسب شهود عيان فقد أقدمت عصابة أشرار من حي ديار الشمس على الاعتداء على حي الياسمين بإنذار مسبق وذلك بإطلاق نوع من المفرقعات وخمس طلقات نارية، وتوالت الهجومات بلفظ الله أكبر '' والموت'' ''الموت''، حاملين السيوف وقارورات من الزجاج مرتدين أقنعة تخفي شخصياتهم، وفي رمشة عين تحول حي الياسمين إلى ساحة معركة أبطالها عصابة أشرار من بائعي المخدرات وأغلبهم من ''المزطولين'' وأصحاب السوابق العدلية، صوت السيوف يتعالى صراخ السكان أقام الدنيا وهلع كبير في أوساط الحيين ودماء في كل مكان. ولولا أن سكان العمارات ألقوا بقارورات الزجاج والآجر من شرفهم لتفرقتهم لكنا الآن أمام جرائم قتل بالجملة. السكان يستنجدون بالشرطة استاء السكان المروعون لعدم حضور الشرطة فور اتصال بعض المواطنين بهم، إذ كان حضورهم بعد انتهاء المجابهة وبعد إصابة العديد من هؤلاء الشباب إصابات متفاوتة الخطورة وبعض الأضرار المادية الكارثية من كسر السيارات وتخريب وتدمير السوق الفوضوي بحي الياسمين. أسباب عديدة والعنف واحد تعددت الآراء واختلفت حول أسباب هذه الهجومات، فمنهم من يرجعها إلى أن أحد شباب حي الياسمين الذي اتجه خلال شهر رمضان المبارك إلى حي ديار الشمس، وبعد مشاداة كلامية مع أحد أبناء في هذا الأخير وجد نفسه محاصرا بين ثلاثة شبان طعنوه بخنجر على مستوى يده وكانت الإصابة عميقة نوعا ما، وبعد أيام قليلة عاود الشاب المصاب الصعود إلى حد ديار الشمس لضرب من ضربه وعليه كون عصابة ونزل لتصفية حسابه. آراء أخرى ذكرت أن سبب المناوشات يعود إلى أن أحد شباب حي الياسمين قام بالاعتداء على أحد أبناء حي ديار الشمس، فنزل هذا الاخير مع عصابة للأخذ بثأره. بينما أرجع آخرون سبب هذه الخلافات إلى وجود تصفية حساب قديم سببه فتاة. وقال آخرون إن أحد أبناء حي الياسمين بينما كان مارا بسيارته بين أزقة حي ديار الشمس قاموا بالاعتداد عليه بكسر سيارته وضربه، فاستنجد الشاب بشابين من حيه للأخذ بثأره، وبعد مرور سنة على هذه المناوشات عادت القضية لتظهر من جديد خلال شهر رمضان المبارك الفارط، بعد مرور أحد أبناء حي الياسمين من ديار الشمس فتعرّف عليه أحد أبناء ديار الشمس على أساس أنه أحد الشابين اللذين استنجد بهما الشاب الذي اعتدوا عليه فقاموا بضربه ضربا مبرحا فاتصل بأصحابه فجاؤوا للأخذ بثأر صديقهم. لكن القضية لم تتوقف عند هذا الحد بل تعدت إلى أبعد الحدود ولم تنطفئ نيران الثأر حتى وصلت إلى حد معركة دامية شبيهة بحرب أهليه خلقت حالة لاأمن بحي يعد من أعتق الأحياء الشعبية العاصمية، وهو شاهد على تاريخ الثورة الجزائرية، ففي هذا الحي تم عقد اجتماع مجموعة 22 سنة في منزل الشهيد إلياس دريش. أراد أن يتجنب جريمة قتل فوجد نفسه بين جدران السجن وحسب أحد شباب الحي فإن المدعو ''أ. رضا'' من حي الياسمين الذي قام بإنقاذ أحد شباب العصابة المدعو '' ل. حبيب'' من موت مؤكد، حيث انهالوا عليه ضربا ومزقوا كل أجزاء جسده بالسيوف وتركوه ينزف دما على الأرض، تفاجأ برفع شكوى ضده من طرف ''ل. حبيب'' الذي نجاه من الموت على أساس أن ما حدث له لم يكن هجوما شنه مع عصابته بل اعتداء باستعمال العنف قصد السرقة وكأنه لم يحمل سيفا ولم يرتدِ قناعا ولم ينزل مع عصابته للاعتداء على أبناء حي الياسمين. والسؤال المطروح هل يعقل أن يكون رضا كأفلام ''الاكشن'' يستطع أن يعتدي ويضرب ويده مكسورة؟ للإشارة، فإن هذه الهجومات لم تكن الأولى من نوعها، فحسب السكان هي الثانية على التوالي بعد الاعتداء الذي قاموا به خلال شهر رمضان المبارك، ولكن تدخل الشرطة في الوقت المناسب حال دون نشوب صراع بين الحيين وذلك بسبب تعزيز الأمن في المنطقة مما فرمل تحركات أفراد العصابة.