بعدما بلغت واردات المشتقات النفطية مستويات قياسية السنوات الماضية كشفت نائبة الرئيس المكلفة بالتسويق بالشركة الوطنية للمحروقات "سوناطراك"، يمينة حمدي، أن الشركتين العموميتين سوناطراك و"نفطال" قررتا تجميد عمليات استيراد مادة "الديازل" المعروفة بالمازوت والمشتقات البترولية الأخرى بداية من السنة القادمة 2013، بعدما بلغت واردات المشتقات النفطية مستويات قياسية السنوات الماضية، ومن المتوقع أن تصل ال 3 ملايين طن بنهاية العام الجاري. وذكرت حمدي في تصريحات أدلت بها على هامش الندوة الدولية حول المستقبل الطاقوي بالجزائر المنظم بنزل الهيلتون بالعاصمة، أمس، أن "سوناطراك" ستعزّز قدراتها الإنتاجية من مختلف أنواع الوقود والمشتقات النفطية السنة القادمة، مع إتمام عمليات العصرنة والتحديث الجارية على مستوى وحدات من مصفاة سكيكدة وحاسي مسعود وأرزيو، بما يمكن من تغطية الطلب الوطني على المواد البترولية. وتوقعت المسؤولة أن تناهز الواردات الوطنية من المواد البترولية والبنزين بنهاية السنة الجارية ال 3 ملايين طن، متجاوزة بذلك السقف المحدّد ضمن برنامج الاستيراد المسطر بداية 2012 عند 2. 2 مليون طن، لسد العجز من هذه المواد نتيجة تراجع قدرات التكرير الوطنية وارتفاع الاستهلاك الناجم عن ارتفاع نمو الاقتصاد الوطني، مما ساهم في رفع الطلب على المواد البترولية المكررة. وبلغت الزيادة السنوية لاستهلاك المواد المكرّرة حوالي 10 في المائة سنويا منذ 2002، قبل أن تشتد حدة الأزمة نهاية ديسمبر 2011 ومطلع جانفي الماضي، مما دفع بمجموعة "سوناطراك" إلى اللجوء للسوق الدولية من أجل الحصول على شحنة عاجلة من البنزين لسد العجز في هذه المادة، حيث ارتفعت فاتورة واردات البلاد من وقود المازوت إلى 218 مليون دولار العام 2011 مقابل 186 مليون دولار في 2010. ويمثل استهلاك المازوت المستخدم بكثرة في قطاع النقل إشكالا كبيرا، وقد بلغ استهلاك المازوت مثلا في سنة 2000 ما يعادل 6. 3 مليون طن، ليرتفع إلى 1. 6 مليون طن في 2006 وبلغ حوالي 8 مليون طن في 2009. وجاءت تصريحات نائبة الرئيس المكلفة بالتسويق بالشركة الوطنية للمحروقات "سوناطراك"، يمينة حمدي، خلال أشغال المنتدى الدولي حول الاستثمارات في قطاع الطاقة "ألجيريا أنرجي" الجاري حاليا بنزل الهيلتون بالعاصمة بمشاركة أكثر من 40 مجموعة دولية وعدد كبير من خبراء النفط والغاز وممثلي الهيئات والمنظمات الطاقوية الدولية لبحث واقع أسواق الطاقة ومستقبل المشاريع الاستثمارية في الجزائر. وكان وزير الطاقة والمناجم يوسف يوسفي قد اشرف على افتتاحه، أمس، بإلقاء كلمة حول واقع القطاع الطاقوي في البلاد ومخططات الحكومة للاستثمار على المدى المتوسط والبعيد.