فيما أصدرها الكاتب حفناوي زاغز بدار الحكمة طرحت دار الحكمة مؤخرا، مجموعة قصصية بعنوان "أشواق" للكاتب حفناوي زاغز، و هي عبارة عن قصاصات ورق، كتبها في أوقات متباعدة، وفي ظروف متباينة، وتدور معانيها حول محور واحد هو:"عجز الإنسان وضعفه، وضالته" في مواجهة الطبيعة والطبع، والقدر، والحياة، وهذا وفقا لما ذكره "زاغز" في استهلاله للكتاب. جمع الكتاب بين دفتيه 319 صفحة، ضم عشر قصص نذكرها على التوالي: غربة، أحلام، شجون، رسالة، وشاية، الأسير، وأخيرا، متى؟، نهاية، و احتراق.. هاته القصص كتبها صاحبها في سنوات مختلفة بعضها كتب في سنوات الستينات والسبعينات وأخرى كتبت في فترة الثمانينات، و لكن القارئ يستشعر أنها لا تختلف في الوحدة الموضوعية لأنها اشتركت في طرح خلجات فكر إنسان والصراع الدائر بين نوازع الشر والخير، وبين جراح الماضي و ضبابية المستقبل، والأفاق المظلمة التي تصطدم بالقلق والحيرة والكذب حينا وبالحرب التي تقتل الأحلام حينا أخر وكيف تتحول لميلاد عهد جديد لا يأبى الاستسلام والخنوع. تبرز لغة حفناوي في مجموعة "أشواق" مكتظة بالتناقضات في كل أبعاد الشخصيات، الزمان والمكان، النهايات التي تثير أبعاد مختلفة من التساؤلات في ذهن القارئ. إلى جانب ذلك قد تجدها تتشكل في صورة تعبيرية محبكة الجوانب وتلاعب متقن في الإنتقال من شخصية إلى شخصية أخرى مع وصف دقيق للمشاعر. إن القارئ لمجموعة "أشواق" يستطيع أن يصنفها كجزء ثاني لمجموعة أشجان من ناحية السرد والأسلوب التحليلي الناقد في ظل لغة معطياتها مشحونة بأجواء متصارعة قد أنهكتها الجراح. هذا ولقد اتسمت المجموعة بمنظومة ثنائية متلازمة جاءت على شكل حوار لكشف وضعية بعض الشخصيات الجزائرية في أحلك يومياتها الإجتماعية في عهدي الإستعمار و الإستقلال. للعلم، الكاتب حفناوي زاغز هو من مواليد عام 1927 ببسكرة، تقلد عدة مناصب منها عميد أول شرطة وأمين عام مجلس وزراء الداخلية العرب سابقا، ومن أعماله الروائية نذكر، ضياع في عرض البحر، الفجوة، الزائر، الشخص الآخر، نشيج الجراح وغيرها، إضافة إلى مؤلفات قصصية من ضمنها صلاة في الجحيم، أشجان و قصص أخرى.