بعد تعرض سيارة القنصل الإيطالي لإطلاق نار في بنغازي أكد محمد يوسف المقريف رئيس المؤتمر الوطني الليبي العام "البرلمان" أول أمس السبت على "وحدة النسيج الليبي بمكوناته المختلفة من العرب والأمازيغ والتبو والطوارق". ونقلت مصادر إعلامية عن المقريف قوله أمس أن "هناك إجماعا بأن الدستور الجديد ينبغى أن يعبر عن ضمير جميع الليبيين بكافة مكوناتهم وأطيافهم وأن يعبرعن تطلعاتهم. وأكد أنه يتطلع وبكل تفاؤل أن يوفق واضعو الدستور الجديد في التعامل مع هذه المسألة بكل إقتدار وإنصاف وأن تسفر كافة صور الحراك القائمة في هذا الشأن عن حالة تنوع ثقافي حقيقي وأن يحقق مصالح الجميع. وأضاف أن "هناك إجماعا على أن أعزاءنا الأمازيغ ضربوا كغيرهم من أحرار وحرائر ليبيا أروع الأمثلة على التمسك بالوحدة الوطنية وتقديم الأرواح من أجل الحفاظ على الوطن والدفاع عن عقيدته وعلى من يخالجه الشك في هذه الحقيقة أن يراجع قوائم الأبطال والشهداء خلال حرب التحرير الليبية". وقال رئيس المؤتمر الوطني الليبي أنه "يجب أن يتذكر جميع الليبيين أننا بحاجة إلى أن نتصالح مع أنفسنا ومع بعضنا البعض ومع تاريخنا, وأنه بدون هذا التصالح فلن يكون بمقدورنا أن نواجه المستقبل وتحدياته وأخطاره". هذا وقد أعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الإيطالية أن القنصل الإيطالي في مدينة بنغازي بشرق ليبيا لم يُصَب بأي أذى عندما تعرضت سيارته لإطلاق نار يوم السبت أول أمس. وفي وقت سابق، قال مصدر أمني في ليبيا وفق رويترز: "مسلحون أطلقوا النار على سيارته لكن السيارة كانت مصفحة.. هو بخير.. لم تحدث أية إصابات". ويرى المراقبون أن أمن الغربيين في ثاني أكبر مدينة في ليبيا مصدر قلق منذ أن قتل السفير الأمريكي مع ثلاثة من موظفي السفارة الأمريكية في هجوم على القنصلية الأمريكية في 11 سبتمبر الماضي. وكان رئيس الحكومة الإيطالية السابق سيلفيو برلسكوني قد وصف ما حدث في ليبيا بأنه لم يكن ثورة، بل تدخل أرادته فرنسا، وهو أول موقف من نوعه من زعيم على صلة بالأحداث التي شهدتها ليبيا والتي قادت إلى سقوط نظام الزعيم الراحل معمر القذافي. وقال برلسكوني في حديث لوكالة "آكي" الإيطالية: إن "ما حدث في ليبيا لم يكن ربيعًا عربيًّا أو ثورة للشعب، فالقذافي كان محبوبًا من قبل مواطنيه.. الشعب الليبي كان يفتقر إلى الحرية، لكنه كان يحصل على الخبز والسكن مجانًا". وأعرب عن اعتقاده أن ما حدث في ليبيا جرى وفق "قرار للحكومة الفرنسية بالذهاب إلى هناك والتدخل في نزاع داخلي وتقديمه أمام المجتمع الدولي في إطار ثورة"، مع العلم أن إيطاليا شاركت بالحملة العسكرية الجوية على ليبيا وكان برلسكوني رئيسًا للحكومة.