لايزال مواطنو جيجل يهاجرون على مدار كل شهر نحو مراكز الولايات المجاورة من أجل سحب أموالهم، ويتعلق الأمر بولايات ميلة، قسنطينة، سكيكدة وبجاية.. وجهاتهم المفضلة للعودة بمبالغ الأجور والرواتب، إلى حد أن ضاق بهم موظفو تلك المراكز ذرعا نتيجة الإزدحام الذي تسببوا فيه أو ساهموا فيه، وما ما كان لذلك أن يحصل لولا أزمة السيولة النقدية التي تسود عاصمة الكورنيش أوضح مدير بريد الميلية بجيجل ل “الفجر” أن القطاع استفاد من مشروع بناء سبعة مراكز بريدية جديدة تندرج ضمن البرنامج الخماسي 2010 /2014 وستستفيد من هذه المشاريع المراكز الحضرية الكبرى التي يزيد عدد سكانها عن 6000 نسمة، على غرار تجمعي تانفدور وأولاد علي ببلدية الميلية، وتجمع أولاد صالح بدائرة الطاهير، وجيمار بالشقفة، وحي الحدادة، وتجمع العقابي ببلدية جيجل، إضافة إلى تجمع سيدي زروق ببلدية سيدي معروف، وتجمع المزاير ببلدية القنار. وتهدف مديرية البريد من وراء هذه المشاريع التنموية الى تحسين نوعية الخدمات المقدمة وتقريب المراكز من المواطنين الذين مازال العديد منهم يتنقلون لمسافات طويلة لقضاء حاجات بسيطة. كما تسعى المديرية إلى تخفيف الضغط على المراكز البريدية المتواجدة بالمدن الكبرى التي تشهد اكتظاظا رهيبا، لاسيما في الأشهر الأخيرة. وما زاد الأزمة تعقيدا هو توقف المراكز البريدية الصغيرة بالبلديات النائية عن تقديم خدمة دفع أموال المواطنين. ويبدو واضحا أن محاولات تحسين خدمات البريد وعصرنته على المستوى الوطني لم تؤد إلى تحسين الخدمات المقدمة لمواطني جيجل بالشكل اللازم، إذ يشتكي المواطنون مند مدة غير قصيرة من مشاكل جمة مع البريد بسبب الترميمات الجارية بمركزي جيجل والميلية، إضافة إلى الصعوبات التي تواجههم في سحب أموالهم جراء افتقارهم للصكوك البريدية، إذ ينتظرون عدة أشهر للحصول عليها. وفي هذا السياق أوضح لنا عديد المواطنين ممن وجدناهم يشكلون طابورا كبيرا في مركز الميلية أنهم تحصلوا على صكوكهم بعد مرور 6 أشهر على تقديم الطلب لإدارة المركز. ومن بين ما يميز المركز الوحيد لذات المدينة التي تحتضن أكثر من 100 ألف نسمة الإحتجاجات اليومية إما بسبب تأخر صكوك المواطنين أوتعطل أجهزة السحب الآلي وعدم تشغيلها في معظم الأحيان، وهو ما يجعل وجودها لمجرد الديكور ليس إلا، وحتى بالنسبة للصكوك البريدية الخاصة بالنجدة يستلزم السحب بواسطتها إحضار المواطن لبطاقته المغناطيسية. أما المعضلة الكبرى التي تميز المراكز البريدية بجيجل، وخاصة مركز الميلية ومراكز عاصمة الولاية، فتتعلق بضيقها رغم أنها تستقطب ما يقارب 70بالمائة من مواطني الولاية، ولذلك فإن إنجاز المراكز الجديدة قد جاء في وقته، كما أضاف مصدرنا، وهذا لرفع الغبن عن زبائن البريد قي مختلف ربوع الولاية.