إيران تتحدى وترد بمناورات عسكريّة وتأتي هذه المناورات العسكرية الإيرانية، وسط ردود أفعال دولية غربية المساندة والمؤيدة للمظاهرات والاحتجاجات التي يقوم بها أنصار من التيار الإصلاحي، بحجة قمع المظاهرات من طرف الأمن الإيراني ومنع حرية التعبير، إذ ستنفذ طائرات عسكرية متطورة خلال هذه المناورات بطلعات جوية لمسافات بعيدة وعلى مستوى منخفض فوق مياه الخليج وبحر عمان، بالإضافة إلى اختبار واستخدام ذخائر جديدة مصنعة محليا للقوات الجوية لجيش الجمهورية الإسلامية، حيث تهدف هذه المناورات إلى رفع مستوى القدرات القتالية للقوات الجوية ووضع الطائرات المقاتلة في حالة التأهب لتنفيذ العمليات المطلوبة منها، وردع أي محاولة اعتداء، خاصة في هذا الظرف الذي تمر به إيران. وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، قد طلب من الولاياتالمتحدة وبريطانيا، أول أمس، بالكف عن تدخلهما في الشؤون الداخلية للجمهورية الإسلامية، حيث كان الرئيس الأمريكي أوباما قد انتقد الحكومة الإيرانية، داعيا النظام الإيراني إلى وقف ما أسماه ب "استخدام العنف ضد المتظاهرين"، تحت ذريعة احترام الحق العالمي في التجمع وحرية التعبير، موضحا أن إدارته تقف إلى جانب الذين يسعون إلى ممارسة هذا الحق، في إشارة منه إلى التيار الإصلاحي، وتحديدا موسوي، هذا الأخير الذي يكن تعاطفا مع الغرب، لاسيما الولاياتالمتحدة، في حين كان أوباما قد أكد من قبل أن بلاده لن تتدخل في الشؤون الداخلية الإيرانية. أما إسرائيل هي الأخرى، لم تفوت الفرصة للتعليق على ما يحدث في الجمهورية الإسلامية وعلى نتائج الانتخابات الرئاسية التي أفرزت فوز نجاد مرة أخرى، خاصة وأن الرئيس الإيراني يكن عداء للغرب ولإسرائيل، والتي هددها مرارا في تصريحاته بنسفها ومحوها من الخارطة الجغرافية، لاسيما بعد النجاح الخارق الذي أحرزته إيران في المجال النووي، إذ أصبحت قوة عسكرية يحسب لها ألف حساب في المنطقة، ولاعبا مهما، الأمر الذي أضحى هاجسا يقلق إسرائيل وجعلها تفكر ليل نهار بضرب وقصف مفاعلاتها النووية، مما أدى بالدولة العبرية لاستغلال الوضع الذي تعيشه حاليا إيران، حيث أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أول أمس، لما وصفه ب "أعمال الشجاعة الخارقة" التي يقوم بها المتظاهرون الإيرانيون، معتبرا أنها تكشف عن "الطبيعة الحقيقية للنظام" الحاكم في هذا البلد. كما أعرب الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز خلال خطاب أمام اجتماع للوكالة اليهودية، بداية الأسبوع، عن أمله بأن يزول النظام الإيراني قبل البرنامج النووي الذي تطوره إيران، متطرقا إلى موجة المظاهرات والاحتجاجات في إيران على نتائج الانتخابات الرئاسية في هذه الدولة قائلا: "إنه يصعب معرفة من سيزول أولا في إيران، اليورانيوم المخصب، أم النظام البائس، والأمل هو أن يكون النظام هو الذي سيزول".