اشتدت اللهجة أمس بين إيران وإسرائيل على خفلية تهديدات وتهديدات مضادة تضمنت وعيدا ايرانيا بالرد على أي عدوان اسرائيلي بيد من حديد.وحذر الرئيس الايراني السابق اية الله محمد خاتمي ادارة الاحتلال من أي هجوم عسكري على بلاده وقال ان رد طهران سيكون مرعبا. وأضاف خاتمي المحسوب على التيار المعتدل في هرم السلطة الإيرانية انه في حال لجأ الاعداء وحلفاؤهم من الامريكيين الى استعمال القوة فليتأكدوا انهم سيتلقون ضربة مرعبة في وجوههم. واضاف الرئيس الايراني السابق خلال خطبة الجمعة انه اذا اقتربتم من ايران بشكل عدائي فانكم ستلقون ردا موحدا من الامة الايرانية ستجعلكم تندمون على هذا الفعل. وجاء رد الفعل الايراني بهذه الحدة بعد ان نشرت صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن مسؤولين امريكيين ان وحدات عسكرية اسرائيلية قامت الاسبوع الاول من هذا الشهر بمناورات عسكرية واسعة النطاق موجهة لتحضير القوات الاسرائيلية لضرب الاهداف النووية الايرانية . وجاءت التاكيدات على تنظيم هذه المناورات بداية الشهر الجاري اياما قبل ان اكد نائب الوزير الاول الاسرائيلي شاؤول موفاز تنفيذ ضربة استباقية ضد اهداف ايرانية ولكنه شدد التاكيد ان عملية من هذا الحجم سوف لن تتم الا من خلال تزكية امريكية. وتقاطعت تصريحات المسؤول الاسرائيلي مع المواقف المتشددة التي ما انفكت تبديها ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش تجاه ايران على خلفية رفضها الانصياع لضغوط دولية متزايدة عليها من اجل ارغامها التخلي عن برنامجها النووي. وكان الرئيس محمود احمدي نجاد اكد ان اعداء ايران لم يعودوا قادرين على المساس ببلدنا وقد فقدوا الامل في تحقيق اغراضهم. وحذر ان كل يد تمد الى ايران ستقطع بيد من حديد. ورفض الرئيس الايراني أول أمس العرض الغربي بوقف البرنامج النووي الايراني مقابل تحفيزات مادية وسياسية من اجل تعويضها عن برنامجها النووي. وكان خافيير سولانا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي سلم السلطات الايرانية منتصف الاسبوع الاخير سلسلة مقترحات غربية لحث طهران وقف عملية تخصيب اليورانيوم تضمنت اساسا تمكينها من تكنولوجيا نووية لاغراض سلمية ومساعدات تقنية لانتاج الطاقة انطلاقا من مفاعلات نووية سلمية ومساعدات اخرى في قطاع الفلاحة والابحاث العلمية. وتهدد الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي بالاضافة الى المانياوإيران بفرض سلسلة ثالثة من العقوبات الدولية تصل الى حد فرض حجز على الودائع المالية الايرانية في النبوك الخارجية ضمن خطة لدفعها على وقف انشطتها النووية. ورفعت ايران من لهجتها تجاه اسرائيل على خلفية تسربات مقصودة لمسؤولين عسكريين امريكيين بخصوص مناورات اسرائيلية اكدت انها كانت موجهة ضد ايران. وكان جيش الاحتلال الاسرائيلي نظم بداية الشهر الجاري اكبر مناورة عسكرية شاركت فيها اكثر من 100 طائرة حربية متطورة من طراز "اف 16 " و "اف "15 الامريكية الصنع في شرق حوض البحر المتوسط ضمن مناورات "تهدف الى التصدي لاية هجمات بعيدة في اشارة واضحة الى ايران. وقال المسؤولون الامريكيون الذين سربوا مثل هذه الاخبار ان المناروات تمت فعلا على مسافات بعيدة وصلت الى حوالي 1500 كلم وهي المسافة الفعلية الفاصلة بين القواعد الجوية الاسرائيلية والمفاعل النووي الايراني في ناتنيز وسط ايران. وقال مسؤول عسكري امريكي ان التدريبات جاءت تحسبا لفشل المفاوضات الجارية حاليا بين الدول الاعضاء في مجلس الامن وايران. واضاف ذات المسؤول الذي لم يشكف عن هويته ان ادارة الاحتلال الاسرائيلية ارادت من وراء ذلك توجيه ثلاث رسائل مشفرة باتجاه الاوربيين والولايات المتحدة وايضا باتجاه ايران بانها مستعدة للقيام بعمل عسكري ضد الاهداف النووية الايرانية. وتكون روسيا العضو الفاعل في مجلس الامن الدولي قد استشعرت حقيقة التهديد الاسرائيلي وهو ما دفع بها الى التحذير من مغبة اقدام اسرائيل على أي عمل عسكري ضد ايران . وتعد روسيا من بين الدول الرئيسية التي ساعدت ايران على اقامة مفاعلات نووية لاغراض سلمية واصبحت منذ مدة تنظر الى التهديدات الأمريكية والاسرائيلية على انها تهديد مباشر لمصالحها الاقتصادية مع أكبر الدول الفاعلة في منطقة الشرق الاوسط. وحذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس من تكرار التجربة العراقة في حال شنت حرب اخرى ضد ايران. وشكك مسؤول الخارجية الروسي في الزعم الامريكي من ان المشروع النووي الايراني يحمل اغراضا عسكرية، وقال أن نفس الزعم رفع ضد العراق قبل أكثر من خمس سنوات في اشارة الى الاتهامات الامريكية باتجاه نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين والقول انه يمتلك اسلحة نووية وتاكد زيف تلك المعلومات بعدها. وقال لافروف اننا طالبنا الامريكيين والاسرائيليين بالحاح أن يقدموا ادلة على ان ايران تسعى فعلا إلى امتلاك السلاح النووي.