بعد أيام قليلة من كشف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، عن المفاعل النووي الثاني لطهران لتخصيب اليورانيوم، والذي أثار ردود أفعال قوية من طرف الدول الغربية، لا سيما الولاياتالمتحدة، فرنسا وبريطانيا، التي هددت بفرض عقوبات على طهران، جاء الرد الإيراني عنيفا وقويا على هذه التهديدات، حيث واصلت أمس مناوراتها العسكريّة "الرسول الأعظم 4"، في تحد كبير للقوى الكبرى، خاصّة الولاياتالمتحدة وإسرائيل. وجربت قوات الحرس الثوري الإيراني، أمس، وبنجاح كبير صاروخ "شهاب 3 " بعيد المدى يصل مداه إلى عمق دولة الاحتلال والقواعد الإمريكية في منطقة الخليج، فضلا عن إطلاقه لصواريخ متوسطة المدى، وكذا الصواريخ القصيرة المدى التي تم إطلاقها أول أمس، في رسالة موجهة للغرب بأن الجمهورية الإسلامية مستعدة للتصدي لأي هجوم محتمل. وأثارت هذه المناورات العسكرية الإيرانية التي أجرتها، أمس، لاسيما بعد نجاح طهران في اختبار صواريخ طويلة المدى التي يصل مداها إلى عمق دولة الاحتلال، ذعرا كبيرا في صفوف القادة الإسرائيليين، ما جعلهم يصعّدون من لهجة التهديدات، بتوجيه ضربة عسكرية لطهران، حيث اعتبرت إسرائيل أن كل الاحتمالات مطروحة على الطاولة، في إشارة منها إلى استخدام القوة العسكرية ضد مواقع نووية إيرانية، تحت ذريعة "الدفاع عن أمن إسرائيل"، إذ أصبح الملف النووي الإيراني هاجسا يقلق القادة الإسرائيليين. من جهة أخرى، ذكرت وسائل إعلامية غربية، أن قادة عسكريين إمريكيين وإسرائيليين، درسوا خيارات شن هجوم على المواقع النووية الإيرانية، والمعروفة من قبل المسؤولين الغربيين، إلا أن هؤلاء العسكريين يعون جيدا بأن شن ضربة عسكرية مفاجئة، سينجح فقط في تأخير عملية تطوير إيران أسلحة نووية، ولن توقف إيران تطوير برنامجها النووي، مضيفة أن إلتزام الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالضغوط الدبلوماسية في التعامل مع ملف إيران النووي، سيجعل السيناريو الوحيد المحتمل هو قيام إسرائيل بشن غارات جوية تتطلب استخدام المجال الجوي لدول عربية معادية والمصنفة في محور الاعتدال. كما أضافت ذات الوسائل، أن المشكلة التي يواجهها الخبراء العسكريون تتمثل في عدم امتلاك أي وكالة استخبارات خارجية،معلومات دقيقة حول المكان الذي تخفي فيه إيران تقنياتها المتعلقة بإنتاج الأسلحة النووية، الأمر الذي أثار مخاوف كبيرة لدى إسرائيل، لاسيما بعدما أضحت إيران قوة إقليمية في المنطقة يحسب لها ألف حساب.