باحثون إعلاميون ومختصون يؤكدون أن السبونسور حلقة مهمة في الرياضة اختتم الملتقى الوطني حول الإستثمار الرياضي بجامعة عبد الحميد ابن باديس بمستغانم بتوصيات قيّمة، حيث كانت مبادرة كلية الإقتصاد تصب في صالح الرياضة وتطويرها، تماشيا مع الإحتراف، وكان للملتقى وزن كبير بمشاركة أرمدة من الشخصيات الرياضية والإعلامية وباحثين جامعيين من مختلف الجامعات الجزائرية، تصب بحوثهم في خدمة الرياضة والإقتصاد الوطني، حيث لم تختلف مداخلات المشاركين عن تسليط الضوء عن موضوع السبونسور الذي يعتبر الدخل الأول للرياضة وانعكاساته على تطوير البنيات التحتية لأي دولة تريد أن تجعل للرياضة مكانة في المجتمع، وتسطر إستراتيجية على المدى البعيد. ولم يخف البعض أن رياضة كرة القدم هي الرياضة الأولى في كسب ريع السبونسور، وفي نفس الوقت بعض الرياضات مقصية من هذا الدعم الإحترافي الذي يعود بالفائدة الاولى على المؤسسة الإقتصادية، كما هنالك غياب ثقافة السبونسور في بعض المناطق من الوطن ورفض بعض رجال المال والأعمال التعامل بهذا النمط الإقتصادي الإحترافي نظرا لغياب توعية شاملة في هذا الموضوع. كما خطف الأضواء أيضا في الملتقى مشاركة البطل الجزائري في رياضة "الكوشيكي وان"، عصماني حمزة، والبطل الإحترافي في الملاكمة بلقاسمية محمد، وكذلك لاعبي جبهة التحرير الوطني، وكانت لبعض الوجوه إنطباعات حول الملتقى والتوصيات التي رفعت في يوم الإختتام. مومن زين العابدين (مستشار بوزارة الشبيبة والرياضة والمدير التقني للرياضات الجامعية): قبلت الدعوة للمشاركة في هذا الملتقى نظرا لأهمية الموضوع الذي تناوله، لأن الرياضة ككل بالجزائر بحاجة لدعم الإقتصاديين ورعايتهم للمناسبات الكبرى والصغرى حتى نستقطب شريحة كبيرة من الرياضيين، فالبطالة هي العدو الأول لأي رياضي، ونحن كإطارات نريد مساهمة فعلية من المؤسسات الإقتصادية حتى نضع اللمسة الإحترافية على الأندية الرياضية، ويعتبر هذا الملتقى الأول من نوعه يتناول موضوع حساس بهذه الدرجة لأن كل الفرق والرياضيين ينتظرون ريع الدولة وهذه نقطة سلبية لن تساهم في تطوير الرياضة بالجزائر، ونأمل أن تكون توصيات الملتقى ترفض أولا لأرباب المال، لأن السبونسور يعود بالفائدة للمؤسسات والرياضة في نفس الوقت. مراد بوطاجين (إعلامي وبرلماني سابق ومحامي مختص في الشؤون الرياضية) أشكر كثيرا المنظمين لهذا الملتقى الوطني بجامعة مستغانم، وكما أفدت الطلبة إستفدت أيضا من مداخلات المختصين والأساتذة والأرقام تتحدث عن نفسها، فالعالم الغربي حقق قفزة نوعية في هذا المجال ومازالت المسيرة مستمرة رغم الأزمة المالية التي ضربت العالم، ويمكن القول مؤسسة الجزيرة الرياضية حققت قفزة نوعية في مجال السبونسور، ورغم الأرباح الطائلة التي حققتها ما تزال تبحث عن مكانة ملموسة في الفرق الأروبية، ويجب أن تأخذ المؤسسات الوطنية بالمثل والبداية برعاية الوزارة والإتحاديات الجزائرية لملتقيات وأيام دراسية في مختلف ولايات الوطن من أجل نشر ثقافة السبونسور، ولا يمكن للجزائر أن تستضيف مناسبة قارية كبرى في غياب السونسور القوي لأنها تكلف خزينة الدولة الكثير ويجب على المسؤولين البحث عن حلول إقتصادية أخرى حتى يدفعوا عجلة الرياضة نحو الأمام. عبد الغني العايب (مسؤول القسم الرياضي بالقناة الإذاعية الأولى): شرف لي المشاركة في ملتقى وطني من هذه النوعية، خاصة أن تخصصي في الرياضة، وأقول في هذه النقطة أن الإذاعة الوطنية لعبت وتلعب دور كبير في إستقطاب المؤسسات الإقتصادية للأندية الوطنية ورياضة التظاهرات الكبرى، والمثال على ذلك الدورة الدولية للدرجات الهوائية ورعاية مستمرة لإحدى الشركات الناجحة، وكثير من الأندية إستفادت من الإذاعة كوسيط إعلامي سهل التفاوض مع مؤسسات كبرى، ولكن يبقى المثال الحي على نجاح السبونسور في الرياضة الوطنية فريق إتحاد العاصمة وما تحقق مؤسسة حداد من إنجاز، حيث تعتمد المؤسسة على نفسها في خطف السونسور وتدعيم الخزينة دون طرق باب المسؤولين ومشروع الإحتراف لن يقفز بعيدا في غياب ثقافة السبونسور ومن العيب رأية أندية محترفة بدون شعارات لمموّنين حقيقيين". سعيد عمارة (رئيس رابطة سعيدة الجهوية): مستغانم هي مسك للغنائم واليوم خطفت الأضواء بهذا الملتقى الكبير، والموضوع الذي تناوله جعلنا نقبل الدعوة بسرعة للإحتكاك بالباحثين والمختصين حتى نواصل نشر ثقافة السبونسور، وأنا في هذه النقطة أتأسف كثيرا لغياب هذه الثقافة الرياضية الإقتصادية في الأندية الصغيرة، رغم أن كل ولايات الوطن والمدن بها مؤسسات إقتصادية وهامش أرباحها كبير، فلماذا هناك إجحاف في حق الرياضة وتغييب واضح عن المناسبات الكبرى وأرجوا أن ترفع توصيات الملتقى للمسؤولين بالوزارة حتى يكون هنالك قبضة حديدية من الدولة للضغط على المؤسسات الإقتصادية لرعاية مختلف الرياضات أو تخصيص قيمة مباشرة من قيمة الأرباح المضافة أو الضريبة لخدمة الرياضة لأنها حلقة مهمة في المجتمع. محمدة بلڤاسمية (بطل الجزائر في الملاكمة الإحترافية): أنا شخصيا قبلت المشاركة في الملتقى بدعوة من مؤسسة إقتصادية ترعى نشاطي منذ سنوات، وبكل صراحة استفدت كثيرا من المشاركة رفقة إعلاميين وصحفيين ومختصين في الرياضة، والتقرب من الأكاديمية يمنحه شعور مختلف عن الحلبة، والحمد لله وجدت في مستغانم أشخاص يريدون المساهمة الفعلية في تطوير الرياضة من جانب إقتصادي وأنا شخصيا وجدت بعض المتاعب في مسيرتي الرياضية بسبب غياب الدعم المالي، لكن بفضل بعض المؤسسات الإقتصادية واصلت المسيرة بنجاح، وأنا جد مسرور بوجودي في مستغانم والتعرف أكثر على سكانها ومناطقها السياحية. عصماني حمزة (بطل الجزائر في رياضة الكوشيكي وان): أتأسف كثيرا لرؤية إقصاء بعض الأبطال الجزائريين بسبب غياب الدعم المالي، فهناك الكثير من الأسماء غادرت عالم الرياضة بسبب الإهتمام بالجانب المهني، لأنها أدركت أن الرياضة ستؤدي بهم نحو البطالة وأنا شخصيا تعرضت للتهميش، لكن بفضل إرادتي ودق باب المؤسسات الرياضية من أجل مواصلة المسيرة بنجاح والحمد لله مازالت أحصد نتائج إيجابية تصب في صالح الجزائر، لكن نحن كرياضيين بحاجة لدخل مستقر ورعاية متواصلة من المؤسسات الإقتصادية حتى نحقق الأهم ونأمل أن تتجسد توصيات الملتقى على الواقع ونلمس الملموس لأن الرياضة بدون مال يعني العيش بدون ماء، وبالمناسبة أشكر كثيرا منظمي الملتقى وعلى حرارة إستقبالهم".