أفرز الملتقى الوطني الثاني للإعلام، الذي نظم بولاية الوادي حول التكوين في الصحافة الجزائرية و انعكاساتها على تشكيل الوعي المهني و على مدار يوميين جملة من التوصيات شارك فيها الأساتذة و الباحثين المتدخلين في الملتقى. و من أهم هذه التوصيات الدعوة إلى تأسيس نقابة وطنية مستقلة للصحفيين و المهنيين، تتميز بالمصداقية من شأنها حماية الإعلام و الإعلاميين من خلال متابعة شؤونهم خارج و داخل المؤسسة الإعلامية ، هذا إلى جانب الدعوة إلى وضع تصور للقاموس الصحفي الذي يحمى دون شك تقول اللجنة اللغة المتداولة في إطار العمل الإعلامي، كما تضمنت توصيات الملتقى توصيات موجهة لمدراء المؤسسات الإعلامية و مطالبتهم بالاهتمام أكثر بالمواهب و التكفل بها، مع تقديم الرعاية المناسبة التي من شأنها مساعدتهم على تطوير قدراتهم الذاتية و المهنية، كما دعا المتدخلون إلى ضرورة تكرر مثل هذه الملتقيات لتتناول دوريا مواضيع تخص الإعلام ، و العمل الصحفي خصوصا بالصحافة المستقلة. و قد أجمع المتدخلين في الملتقى عن غياب إعلام مستقل في الجزائر، و أن هذا الحق الدستوري تمت مصادرته من طرف بعض ملاك عناوين الصحف الخاصة، في طبيعة تسيرهم للمؤسسة و هذا ما اثر سلبا على تردي الإعلام المستقل طيلة العشريتين الماضيتين. و في هذا السياق قال الإعلامي إبراهيم قار علي في مداخلته "إن كل ما تحقق من هوامش لحرية التعبير في الجزائر ضيقت عليه الصحف الخاصة و الدليل على ذلك إقصاء و تهميش لكثير من الأقلام ذات مصداقية"، مضيفا أن المشكل الذي يعاني منها القطاع ليست فقط في غياب قوانين تنظمه و تسيره ، بل ترجع أيضا إلى سؤ فهم هذه القوانين، و في كيفية تطبيقها، و في هذا السياق دعا المتحدث المسؤولين إلى ضرورة تنصيب هيئات مجالس سلطة الضبط للصحافة المكتوبة و سلطة الضبط للسمعي البصري و باقي الهيئات الأخرى مثل مجلس أخلاقيات المهنة تجنبا للفوضى الإعلامية السائدة ، من جانبه ركز الأستاذ رشيد زهاني على واقع تكوين الصحفي عبر مسارات التدريب و التطبيق، و الذي خلص في مداخلته إلى غياب الاتصال بين الجامعات و بين هذه المؤسسات و هذا حسبه ما يفسر غياب الاحترافية و المهنية في القطاع. أما الإعلامي محمد بغداد فكانت مداخلته عبارة عن مقاربة منهجية شرح من خلالها سيميائية النص و الصورة و السبل المؤدية إلى الكشف عن كل المخفيات، مشددا في مداخلته إلى ضرورة الابتعاد عن كل ما هو إنشائي في النص الإعلامي، و عن ما هو سطحي في الصورة، و ذلك باعتبار أن الإعلام هو تساءل يطرح المتلقي، و متى توصل الإعلامي إلى الإجابة عن تساؤلاته كان الإعلامي إعلاميا ناجحا بامتياز. وقد اختتمت جلسات الملتقى بتقديم شهادات شرفية للمشاركين و للذين ساهموا في تنظيم هذا الملتقى، الذي كان من تنظيم جمعية يد بيد من ولاية الوادي.