أصدرت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء عنابة، أمس، حكما يقضي بتسليط عقوبة 20 سنة سجنا نافذا في حق سيدة متزوجة وأم لسبعة أطفال تبلغ من العمر 49 سنة، بتهمة قتل ابنتها "ه .م" في العشرينيات من العمر عن طريق الضرب المبرح ثم الحرق بمادة المازوت بعد أن نقلتها إلى المرحاض، كما أصدرت عقوبة 6 أشهر موقوف التنفيذ في حق بنتيها التوأم "س.و.ش"، 20 سنة بعد إدانتهما بتهمة جنحة عدم التبليغ عن الجناية التي ارتكبت داخل المنزل الواقع بولاية الطارف. وقائع القضية تعود إلى تاريخ 15 فيفري 2012 بعد تلقي عناصر الفرقة الإقليمية لدرك الوطني ببلدية عين الكرمة مكالمة هاتفية من طرف أحد أقارب الضحية، مفادها أن هذه الأخيرة تعرضت لصعقة كهربائية بمنزلها على إثرها تنقلوا إلى عين المكان، أين وجدوا الضحية نقلت إلى مستشفى بوحجار توفيت بعد دقائق فقط متأثرة بالحروق التي تعرضت لها. ولدى مباشرة التحريات المعمقة باستجواب عائلة الضحية، تم التوصل إلى تعرضها لصعقة كهربائية بمسرح الجريمة عاين رجال الدرك ذوبان الغلاف البلاستيكي للخيط الكهربائي، مع وجود آثار دخان أسود بالجدار الداخلي ودم على أرضية المرحاض، والعثور على إناء بلاستيكي سعة 5 لتر جزءه العلوي محترق تماما ملتصق بشعر الضحية، وتنبعث منه رائحة المازوت. وخلال تشريح جثة الضحية من قبل الطبيب الشرعي، أثبت التقرير النهائي أن الضحية تعرضت إلى اعتداء عنيف نتيجة الحروق، وتعرضها للضرب في أنحاء متفرقة للجسم، ووجود آثار نزيف داخلي داخل الرقبة، كما أنها حامل في الشهر الأول. واستمرارا للتحريات، تم إرسال كمية من شعر الضحية ودلو وإناء بلاستيكي وجدا بمسرح الجريمة إلى المعهد الوطني للأدلة الجنائية، وعلم الإجرام التابع للدرك الوطني بالجزائر العاصمة، حيث أكدت نتائج التحليل فرضية الحرق عن طريق مادة المازوت. وحسب ما جرى في جلسة المحاكمة، صرحت "ه.ح" شقيقة الضحية بأن والدتها هي من قامت بقتلها عن طريق ضربها ثم حرقها بمادة المازوت بعد أن نقلتها إلى المرحاض، وقد أخبرتها شقيقتها شيماء أنها شاهدت والدتها تقوم بسكب مادة المازوت على الضحية ثم أضرمت النار بجسدها، كما هددتهما بإلقاء نفس المصير في حال الإفصاح على ما شاهدتهما، وبعدها خرجت والدتها وهي تصرخ وتطالب النجدة، وأضافت بأن سبب إقدام والدتها على حرق الضحية هي اكتشافها بأنها حامل بطريقة غير شرعية من خطيبها "ع.ه". عند سماع المتهمة، أنكرت التهمة الموجهة إليها وأكدت أن ابنتها الضحية أقدمت على الانتحار بإضرام النار في شعرها، بعد أن سكبت كمية من البنزين على جسمها بسبب وجود خصومة بينها وبين خطيبها الذي كان يتهرب من إتمام إجراءات الزواج بعد فض بكارتها، واعتبرت تصريحات ابنتيها لا أساس لها من الصحة. النيابة العامة طالبت بتوقيع عقوبة السجن المؤبد في حق المتهمة وعامين سجنا نافذا لابنتيها.