كشفت أوّل أمس محاكمة 10 متّهمين بمحكمة الجنايات لدى مجلس قضاء وهران، عن الطّريقة الوحشيّة والبشعة التي نكّلت بها جثّة القاصر (إ.ل) 18 سنة . إذ سلّطت على المتّهم (خ.ج) 26 سنة، الذي سمحت له نفسه الشرّيرة بعد التّنكيل والتّعذيب بالضحيّة القاصر، بالتوجه إلى المسجد لأداء صلاة الفجر، عقوبة 15 سنة سجنا، فيما برّأت ساحة (ر.س) 27 سنة و (ص.ه) 29 سنة المتابعين بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار و الترصّد، و 6 أشهر موقوفة النّفاذ في حقّ 7 أشخاص متابعين بجنحة عدم تقديم يد المساعدة لشخص في حالة خطيرة، ليبقى المدعو (ص.ط) 39 سنة في حالة فرار. وقد التمس ممثّل الحق العام عقوبات بالسّجن المؤبّد و 4 سنوات . يستخلص من ملف الوقائع، أنّه بتاريخ 25 سبتمبر 2009، تلقّت الفرقة الإقليميّة للدّرك الوطني بحي يغموراسن بوهران، اتّصالا هاتفيّا من المستشفى الجامعي، مفاده استقبال الضحيّة (إ.ل) 18 سنة بمصلحة الاستعجالات الطبيّة، الذي تعرّض لحروق وجروح عمديّة عبر كامل أنحاء جسده . عند فتح وحدات الدّرك الوطني تحقيقها، تمّ الوصول إلى أنّ التّعذيب الوحشي الذي تعرّض له القاصر "لحسن" تمّ بالحي الفوضوي "كوكاكولا" بعد الاشتباه به بأنّه سارق . فبتاريخ الوقائع صرّحت العجوز (ب.ب) أنّها عند السّاعة الثّانية والنّصف صباحا، تفطّنت لحركة غريبة فوق سطح منزلها، فنهضت مسرعة برفقة ابنها نحو السّطح، وتفاجأت بوجود شخص ضربه ابنها بمكنسه على مستوى الرّجلين، فراح يلوذ بالفرار باتّجاه سطح جارها، إلاّ أنّه سقط داخل إحدى الغرف، إذ أخرجه صاحب المسكن إلى الشّارع أين التفّ حوله جمع من النّاس منهالين عليه ضربا، مجرّدينه من ملابسه، ولم تأخذهم به رأفة، مع علمهم أنّه يعاني من نوبات عصبيّة وغالبا ما يفقد الوعي عند عدم تناوله لدوائه حسب تصريحات شقيقته، التي أكّدت من خلال تصريحاتها، أنّ شقيقها غير معتاد السّرقة . فبعد البحث و التحرّي اهتدى رجال الدّرك إلى الفاعلين الذين اعتدوا على الضحيّة القاصر، عند استنطاقهم أبعدوا تهمة القتل والحرق، معترفين بعدم تقديم يد المساعدة، فيما أفضت نتائج البحث والتحرّي إلى أنّ المتّهم(خ.ج) 27 سنة، هو الذي أحضر دلوا من البنزين كان بدرّاجته الناريّة من نوع "بيجو103" وقام بسكب مادّة البنزين على جسده وراح يضرم النّار بالضحية، حتّى أكلت جلده، ومن ثمّة صبّ عليه الماء، وطلب منه البوح بهوية شركائه، فلم يصرّح الضحيّة الذي لم تثبت عليه السّرقة، فأمسكه المتّهم (خ.ج) 27 سنة من رقبته، وبدأ ينزع لحمه بواسطة كمّاشة، ثمّ طلب من أحدهم أن يحضر الملح و الخل، و راح يذرّه على جلد الضحيّة، الذي أصيب بحروق من الدّرجة الثالثة جعلته يصارع الموت 3 أيّام بمصلحة الإنعاش حتّى فارق الحياة، وعند نداء الفجر، قصد المسجد لأداء الصّلاة، و بالمسجد التقى بجاره الذي سمع للشّهادة في القضيّة، و الذي أخبره المتّهم (خ.ج) 27 سنة، أنّه أحرق جثّة الضحيّة "لحسن" ونكّل بها، إلاّ أنّه نادم عمّا اقترفه . فعند استنطاق المتّهم (خ.ج) 27 سنة، أكّد أنّه ليلة الوقائع استيقظ على وقع الضّوضاء التي تسبّب فيها الضحيّة "لحسن" فخرج إلى الشّارع، فشاهد الجيران منهالين بالضّرب والتّعذيب على الضحيّة "لحسن"، و قد كان عاريا، فأحضر له قميصا وسروالا لستر عورته، وأنقذه من بين أيدي جيرانه، ثمّ قام بإيصاله إلى منتصف الطّريق للذّهاب نحو منزله، هي ذات التّصريحات التي تمسّك بها أوّل أمس عند مثوله أمام محكمة الجنايات .