تواصل الهزات بعد نشر مقابلة صحفية للملك هاجم المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن الدكتور همام سعيد التصريحات التي أدلى بها الملك الأردني عبد الله الثاني لمجلة ذي أتلانتيك الأميركية والتي وصف فيها الإخوان المسلمين بأنهم "ذئاب في ثياب حملان"، وأنهم مثل المحافل الماسونية. وقال سعيد في مهرجان أقامته الحركة الإسلامية في الأردن نصرة للمسجد الأقصى والقدس إن "الفئات الصالحة ليست ذئابا وليست ماسونية، نحن كنا أول من تقدم بقانون مكافحة الماسونية في برلمان 1989". وتابع "يريدون ألا نكون قوة رافعة للإصلاح (..) لن نكون في قطيع الأغنام والماعز، سنكون للشعب قوة، ونحن مع فئات هذا الشعب في طريق الإصلاح". ووصف سعيد الخطاب بالمؤلم، وقال بشأن الخطاب "آلمنا وقد أساء لكل مكونات الشعب الأردني"، وطالب باحترام الشعب الأردني ومكوناته، وأضاف "البدوي في خيمته يمتلك من الحضارة بما يتسم به من دين وخلق ما هو أعظم من حضارة الغرب". وانتقد مراقب الإخوان خارطة الإصلاح التي يتبناها الملك وطالب بإعادة السلطة للشعب الأردني "نحن نريد من يعيد السلطة إلى الشعب ويقدره ويحترم دوره التاريخي"، وزاد "التخدير لا يجدي والتسويف لا ينفع والإهمال لمطالب الشعب وإرادته خطير". وجاء هذا الموقف من مراقب الإخوان بعد ساعات من صدور بيان عن اجتماع لمجلس شورى الجماعة -أعلى هيئة قيادية- انتقد بشدة تصريحات الملك وطالبه بالاعتذار عنها. وكان الملك شن في تصريحات نشرها الصحفي الأميركي جيفري غولدبيرغ في مجلة ذي أتلانتيك الثلاثاء الماضي، هجوما حادا على عدة أطراف كانت من بينها جماعة الإخوان المسلمين بالأردن، حيث اتهمها بتلقي الأوامر من قيادة الجماعة في القاهرة وأنها تعمل للاستيلاء على الحكم. كما وجه الملك الأردني انتقادات لاذعة لكل من الرئيسين المصري محمد مرسي والسوري بشار الأسد ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان والدبلوماسية الأميركية، كما انتقد قادة العشائر في بلاده ووصفهم ب"الديناصورات القديمة"، واتهم جهاز المخابرات بأنه يقف في وجه إصلاحات يريدها ومنها تعزيز تمثيل الفلسطينيين في البرلمان الأردني. لكن الديوان الملكي الأردني قال في بيان له الثلاثاء إن تصريحات الملك أخرجت عن سياقها، وقدم توضيحات تتعلق بكل من طالتهم سهام النقد باستثناء الرئيس السوري وجماعة الإخوان المسلمين. غير أن الملك عاد الأربعاء وعبر عن احترامه للإخوان المسلمين في الأردن وأكد أنه يتعامل معها كمكون أردني لا علاقة له بالجماعة الأم في مصر التي بات يحكمها رئيس قادم من رحمها. وهيمنت زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لإسرائيل وفلسطين والأردن على المهرجان، حيث أعلن المراقب العام للإخوان رفضه لها. وقال "أوباما يأتي اليوم إلى الأردن وبالأمس كان يبارك الدولة اليهودية في فلسطين ولعله يعلم أن مئات الآلاف من أبناء الأردن هم مهجرون من فلسطين ومشردون عن أرضهم وحقوقهم". وتابع همام سعيد "إذا كان أوباما يبشر اليوم ويطالب بالدولة اليهودية فإننا اليوم نبشر ونؤكد على الدولة الإسلامية في فلسطين والقدس"، معتبرا أن التبشير بالدولة اليهودية يعني تهجير من تبقى من أهل فلسطين المرابطين على أرضها. واتهم سعيد الولاياتالمتحدة ورؤساءها بأنهم "كانوا وراء تفاقم نكبة فلسطين كما فعل الإنجليز قبلهم حينما زرعوا هذه النبتة الخبيثة". وفي الشأن السوري حذر المراقب العام للإخوان مما وصفه "صناعة جيش دايتون جديد وزجه في سوريا بعد الأنباء عن تدريب لأفراد سوريين في الأردن بإشراف أميركي للحد من قوة المقاتلين الإسلاميين هناك، واتهم الولاياتالمتحدة بأنها "أكبر المتآمرين على الشعب السوري وثورته ضد بشار الأسد". وبشكل غير مباشر استنكر سعيد اغتيال الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي في دمشق أمس، مستنكرا استهداف أي شيخ أو مسجد أو آمن، وطالب الثوار في سوريا بحصر معركتهم مع بشار الأسد وجنوده. وكانت العاصمة الأردنية عمان ومدن أخرى شهدت بعد صلاة الجمعة اليوم مسيرات، حاول في إحداها المئات من الشبان الانطلاق من المسجد الحسيني باتجاه الديوان الملكي احتجاجا على تصريحات الملك الأخيرة. وحدثت مناوشات بين المتظاهرين ومن يوصفون بالموالين، لكن قوات الأمن نجحت في الفصل بين الطرفين قبل أن ينفض التجمعان. كما خرجت مسيرات في الكرك والطفيلة ومعان وإربد والزرقاء هيمنت عليها التصريحات التي أدلى بها الملك لمجلة ذي أتلانتيك الأميركية. وتميزت مختلف المسيرات بهتافات عالية السقف وجهت انتقادات مباشرة للملك عبد الله الثاني.