رغم توقعات سياسيين بتصفية حق العودة، فإن السبعينية، أم زياد، حضرت الملتقى الأردني لحق العودة للتأكيد على الأمل بالعودة لقريتها، عاقر، في فلسطينالمحتلة، أو قطاع غزة الذي خرجت منه عام .1967 وتقول، أم زياد: إنها مستعدة لتحمل الحصار والحرب في فلسطين على أن أبقى لاجئة خارجها. في حين، تقول جميلة مطر التي تعمل في روضة للأطفال في مخيم حطين للاجئين (15 كلم شرق العاصمة عمان) إنها تعلم الصغار، منذ ثلاثين عاما، مقررا ثابتا وهو أن لهم وطن إسمه فلسطين لا بد أن يعودوا له يوما. حديث السيدتين الفلسطينيتين للجزيرة نت، جاء على هامش انعقاد الملتقى الأردني لحق العودة، والذي دعا إليه حزب جبهة العمل الإسلامي الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين بحضور كبير من شخصيات أردنية وعربية مهتمة بالقضية الفلسطينية. الملتقى الذي حظي بتسهيلات حكومية لافتة، تمثلت في السماح بانعقاده في قاعة حكومية فاخرة تقع في مبنى أمانة عمان الكبرى، جاء بعد أيام من إعلان العاهل الأردني عبد الله الثاني رفضه توطين اللاجئين الفلسطينيين في المملكة. وجاء انطلاق المؤتمر عبر كلمة لرئيس اللجنة التحضيرية كاظم عايش الذي دعا الحكومة للتلاقي على قضية رفض التوطين وتكريس حق العودة للاجئين الذين تبلغ نسبتهم نحو 42 % من السكان بالأردن، وفقا لتقديرات رسمية. وقال عايش للجزيرة نت : إنه إذا لم تكن الحكومة راغبة بتبني خيار حق العودة ورفض التوطين انحيازا لمشروع المقاومة فليكن خيارها هذا دفاعا عن الذات عبر رفض المشاريع الإسرائيلية الهادفة لإقامة الوطن الفلسطيني في الأردن. وحظيت التسهيلات الرسمية لانعقاد المؤتمر بثناء المتحدثين، ولاسيما ناصر الصانع، عضو البرلمان الكويتي ونائب رئيس المنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين والذي وجه رسائل للرئيس الأميركي، وملكي السعودية والأردن. فقد دعا الصانع أوباما لتحقيق مصالح أميركا وعدم الخضوع للوبي الصهيوني، مذكراً العاهل السعودي بتأكيده في قمة الكويت مطلع العام الجاري بأن مبادرة السلام لن تبقى مطروحة للأبد، ودعا ملك الأردن لتقوية الموقف الأردني الرسمي الرافض للتوطين. وتحدث في المؤتمر ممثلون عن العشائر الأردنية، وأحزاب المعارضة، والنقابات، ومخيمات اللاجئين، والمرأة، والجمعيات المسيحية ورابطة علماء فلسطين. فمن جهته دعا المراقب العام للإخوان المسلمين همام سعيد القانونيين للتفكير برفع دعاوى على الحكومة البريطانية كونها المتسبب الرئيس بمأساة الشعب الفلسطيني عبر إصدارها وعد بلفور. فيما رفض النائب محمد عقل الإبقاء على الصورة النمطية للاجئ الفلسطيني الذي انحنى ظهره وهو يحمل مفتاح بيته في فلسطين، داعيا لتحويل الحنين للعودة إلى مؤسسة تعمل وتجتهد لتحقيق مشروع العودة. واعتبر رئيس رابطة علماء فلسطين في الخارج الشيخ عبد الغني التميمي أن حق العودة لفلسطين فرض عين وواجب شرعي. بدوره رحب الأمين العام لجبهة العمل الإسلامي إسحق الفرحان بالتلاقي بين المعارضة والحكومة في الأردن على قضية تحصين الأردن من أخطار الوطن البديل. وقال الفرحان : إن هذا الملتقى يهدف بالأساس للتأكيد على الإجماع الشعبي على ضرورة تحقيق العودة ورفض التوطين وإسناد الموقف الرسمي في وجه أي ضغوط.