بسبب عدم اعلان الزيارة مسبقا دعا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر القوى السياسية في العراق إلى الحوار بعيدا عن التدخل الخارجي. وذلك بعد لقاء وزير الخارجية الأميركي جون كيري برئيس الوزراء نوري المالكي أمس في بغداد حيث بحثا عددا من القضايا الداخلية والأزمة السورية. وغداة هذا اللقاء والزيارة غير المعلنة التي قام بها كيري، قال الصدر في بيان صحفي أمس "ندعو الجميع إلى الحوار بعيدا عن أي تدخل خارجي مطلقا، وإعادة اللحمة الوطنية ومحاولة الجلوس على طاولة حوار مع الجميع". وأضاف أن "المرجعية الشيعية والشركاء بالعملية السياسية وجهات شعبية والأمم المتحدة رفضت تأجيل انتخابات مجالس المحافظات في الموصل والأنبار، ولا داعي لتدخل وزارة الخارجية الأميركية بالشأن العراقي المستقل". وكان كيري قد دعا في مؤتمر صحفي ببغداد الفصائل السنية والشيعية والكردية إلى الالتزام بالعملية السياسية، حيث يتعرض التوازن الطائفي غير المستقر بالبلاد لضغط متزايد بسبب الصراع في سوريا. وقال كيري "عندما يكون التوافق غير ممكن يتعين على المستائين عدم الانسحاب من المنظومة، يجب ألا ينسحبوا، وكذلك يجب على أولئك المسؤولين عدم تجاهل أو رفض وجهة نظر الآخرين". وأجرى كيري محادثات مع ممثلين للطوائف الثلاث، ومن بينهم رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي. وتحدث هاتفيا مع رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني الذي تمضي حكومته قدما في خطط لإنشاء خط أنابيب نفطي إلى تركيا، تخشى واشنطن من أن يؤدي إلى تقسيم العراق. وذكر مسؤول أميركي أن كيري طلب أيضا من المالكي والحكومة العراقية، خلال المحادثات، إعادة النظر في قرار تأجيل الانتخابات المحلية في محافظتي الأنبار ونينوى اللتين تقطنهما أغلبية سنية. على الجانب العراقي، قال بيان صادر عن رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي بعد لقائه كيري، إنه أكد له أن قرار تأجيل الانتخابات في نينوى والأنبار "يعد خرقا قانونيا يتنافى مع الدستور ومبادئ التجربة الديمقراطية الوليدة في العراق". وأضاف أن "الأسباب التي تم بموجبها التأجيل لم تكن مقنعة تماما، فالظروف الأمنية التي صاحبت الانتخابات الماضية والتي سبقتها كانت أسوأ بكثير من الآن، كما أن الأوضاع الأمنية في بغداد شهدت هذه الفترة ترديا غير مسبوق، ولكن قرار التأجيل طال نينوى والأنبار فقط، لذلك نحن نرى أن القرار سياسي بامتياز". وأجّلت الحكومة الأسبوع الماضي الانتخابات التي كانت مقررة يوم 20 أبريل المقبل لنحو ستة أشهر، بسبب ما قالت إنه المخاطر التي تهدد العاملين بالانتخابات والعنف هناك، في خطوة تعتقد واشنطن أنها تزيد التوتر. ويتظاهر آلاف المحتجين السنة ضد المالكي منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، ويدرس البرلمانيون الأكراد خياراتهم بعد أن أقر البرلمان ميزانية عام 2013 دون مشاركتهم. وحول الشأن الإقليمي، قال كيري إنه أبلغ المالكي أمس أن تدفق الأسلحة الإيرانية على نظام الرئيس السوري بشار الأسد عبر أجواء العراق "يمثّل مشكلة.. تحليق طائرات من إيران يساعد في بقاء الرئيس الأسد ونظامه". وتتهم واشنطن بغداد بغض الطرف عن إيران التي تقوم بإرسال معدات عسكرية عبر المجال الجوي العراقي بواسطة رحلات طيران مدنية تقول عنها طهران إنها تحمل إمدادات إنسانية فقط.