مصر والسعودية تتحالفان مع إسرائيل لضرب إيران تصريحات نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن والتي أكد فيها أحقية إسرائيل في أن تفعل ما تراه مناسبا للتعامل مع إيران، تعني حسب المحللين السياسيين إعطاء واشنطن الضوء الأخضر لها لشن ضربات عسكرية كانت قد توعدت بها من قبل لتدمير البرنامج النووي الإيراني وكسر شوكته التي أضحت مصدر قلق كبير للدولة العبرية، حيث جاء هذا التغيير في اللهجة الأمريكية، أياما قليلة فقط بعد سيطرة الأمن الإيراني على الأوضاع الأخيرة التي شهدتها الجمهورية الإسلامية، والتي كادت توصل البلاد إلى حرب أهلية، خاصة بعد فشل دعوات وصيحات المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي لوقف العنف والفوضى التي هزت إيران وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الإيرانيين، وهي الأحداث التي لم يسبق وأن شهدتها البلاد منذ 1979. أيضا هناك تأكيدات إسرائيلية حول عبور غواصاتها الحربية لقناة السويس التابعة لمصر، هذه الأخيرة التي أكدت في تصريحات أحد مسؤوليها الكبار، أن الخطر النووي الإيراني أخطر من النووي الإسرائيلي. والأكثر من هذا، راحت تعقد مع إسرائيل تحالفا لردع ما أسمته بالتهديد الإيراني على منطقة الشرق الأوسط. وما يعزز هذا الطرح حسب المحللين السياسيين هو أن السلطات المصرية لم تنف أو تؤكد خبر عبور الغواصات الإسرائيلية لقناة السويس للمرور إلى البحر الأحمر، مكتفية بالقول إن إدارة القناة ليس من صلاحياتها الإعلان عن تحركات القطع الحربية المارة بقناة السويس، سواء أكانت إسرائيلية أو غير إسرائيلية، مضيفة أنه يسمح بعبور القطع الحربية الإسرائيلية عبر قناة السويس، شأنها شأن القطع الحربية الأخرى المارة بالقناة، وذلك من خلال الالتزام بالاتفاقية القسطنطينية التي تنظم الملاحة داخل قناة السويس والتي تسمح بمرور جميع أنواع السفن لقناة السويس لكل الدول، ما عدا التي تكون في حالة حرب مع مصر، وهو الأمر الذي يعتبره المحللون دليلا قاطعا على ضلوع مصر باعتبارها من دول الاعتدال في الجهود الأمريكية والإسرائيلية الرامية لضرب إيران. كما أن تصريحات بايدن حول حق إسرائيل في التعامل مع إيران، جاءت في الوقت الذي نشرت فيه صحيفة "الصنداي تايمز" البريطانية، أنباء تفيد بأن المملكة العربية السعودية أعطت موافقتها لإسرائيل بالسماح لطائراتها العسكرية باستخدام أجوائها للتحليق فيها، في حالة ما أقدمت على ضرب مواقع نووية داخل إيران، وهو ما يدل على احتمال توجيه ضربة عسكرية للجمهورية الإسلامية. تصريحات بايدن الأخيرة حيال إيران، توحي بتغيير في موقف الإدارة الأمريكية تجاه إيران، لأن إدارة أوباما تعي جيدا أن أمامها خطوطا حمراء لا يمكن أن تتجاوزها، الأمر الذي يشير إلى خضوعها للضغوط الإسرائيلية التي تؤكد ضرورة اللجوء إلى الخيار العسكري، قبل أن تتمكن إيران من امتلاك سلاح نووي، لا سيما بعد كشف مسؤول إسرائيلي مقرب من الإدارة الأمريكية عن وجود محادثات سرية تتم بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بن يامين نتنياهو، حول ضرب مواقع نووية لإيران.