أوضح الأمير الوطني لما كان يعرف ب "الجيش الإسلامي للإنقاذ" سابقا، في اتصال هاتفي مع "الأمة العربية" أن "الخطوات الاستفزازية لكبار المسؤولين الفرنسيين تنم عن حقد دفين تجاه الجزائر، حيث شعروا بفقدان مواقعهم في سوق الاستثمارات بفعل انفتاحها على الشركات العربية، موازاة مع دخول شركات دول أوروبية أخرى وأمريكية وكذا صينية ويابانية، إلى الخط، بحيث أصبحت تحوز استثمارات ضخمة في الجزائر، وهو التفسير الوحيد للخرجة غير المشرّفة التي بادر بها الرئيس نيكولا ساركوزي عبر سياسة النفخ في قضايا ردمها التاريخ منذ 13 سنة"، في إشارة إلى مسألة التشكيك في هوية المتسببين في اغتيال الرهبان السبعة بتيبحيرين في ولاية المدية ربيع 1996، والتي أكد مزراڤ بشأنها أن تنظيم ما كان يعرف ب "الجماعة الإسلامية المسلحة"، "الجيا"، هو من اغتالهم وقد تبنت العملية في بيان وقّعه زعيمها جمال زيتوني. وتابع مدني مزراڤ أن السلطات الفرنسية كانت على علم بأدق تفصيلات القضية، حيث دخلت في مفاوضات حثيثة عن طريق مسؤول مخابراتها مع "الجيا"، التي اشترطت عليها الضغط على الحكومة الجزائرية لإطلاق سراح زعيمها عبد الحق لعيايدة، الذي كان حينها موجودا بالسجن، لكن فرنسا لم تتمكن من ذلك بفعل الموقف الجزائري الذي كان يرفض أية مساومة من هذا القبيل، ما جعلها تطيل المفاوضات لربح الوقت، لكن التنظيم الارهابي المسلح نفذ تهديداته وأعدم الرعايا السبع. ومن هذا المنطلق، يرى مدني مزراڤ أن إعادة إحياء الفرنسيين لملف أغلق منذ سنوات، عبارة عن "ورقة ضغط تعوّد الفرنسيون إشهارها كلما شعروا بفقدانهم مصالحهم الاقتصادية ومواقعهم في صناعة القرار السياسي الجزائري وفق إملاءاتهم". وسألت "الأمة العربية" الزعيم السابق ل "الجيش الإسلامي للإنقاذ"، عن قراءته لصمت الحكومة الجزائرية عن اتهامات المسؤولين الفرنسيين للجيش الجزائري بالوقوف وراء مقتل الرهبان السبعة، فأجاب "إنها خطوة في الاتجاه الصحيح، لأنه يدل عن احتقار جزائري لسلوكات الفرنسيين، كما ينم عن لامبالاة بخزعبلات باريس". وحيا المتحدث عزوف الرئيس بوتفليقة عن المشاركة في قمة مجموعة الثماني وتكليفه أحمد أويحيى بتمثيل الجزائر، وفسّر مزراڤ ذلك بثبات بوتفليقة على مواقفه الرافضة لمد اليد إلى المشاريع الأورو متوسطية وعدم الانخراط فيها، مقابل تشجيعه للاستثمارات العربية وانفتاح السوق الجزائرية على محيطها الطبيعي الإقليمي. وشدد مدني مزراڤ على "أن هذه المواقف الشجاعة لعبد العزيز بوتفليقة، تأتي في سياق التعامل بمبدأ الندية في العلاقات الثنائية بين البلدين، والرد عن الاستفزازات المتتالية التي يطلقها بين الفينة والأخرى مسؤولو الإيليزيه، حيث أحجم عن زيارة دولة كانت ستقوده إلى فرنسا". ودعا المتحدث نيكولا ساركوزي إلى "الكف عن سياسة التحامل والخرجات غير المشرّفة، لأن الجزائر لم تعد محمية فرنسية، لأنه عهد قد ولى وما عليك إلا الرضوخ للأمر الواقع عبر التعامل بندية وتعاون"، يقول مزراڤ مخاطبا الرئيس الفرنسي.