تسعة بالمائة من الأطفال مصابون بالسمنة وطالبت البروفيسور الأولياء الأخذ بعين الاعتبار تغذية أطفالهم والمحافظة على التوازن الغذائي وتنويعه، موضحة أنه لا توجد ما يسمى بأمراض الفقر في الجزائر، وإنما الأسباب الحقيقية لانتشار الكثير من الأمراض سببه الرئيس التغذية الحديثة لدى الجزائريين التي لا تعتمد على الخضار والفواكه، والغذاء الطبيعي. كما حذرت جميلة نذير من تأثير المواد الكيمائية التي تدخل في معالجة المحاصيل الزراعية والتي تتسبب في بعض الأمراض السرطانية، رغم أنها لا تستعمل في الجزائر إلا بنسب قليلة، معتبرة أن عدم وجود مخابر مختصة لمعالجة هذه المواد ودرجة خطورتها على الصحة العامة، يشكّل خطرا مستقبليا إذا ما تم تنويع المنتجات الفلاحية وتطويرها والاعتماد على المعالجة الكيمائية، ومن أجل حماية الطفل من خطر السمنة المبكرة وتفادي الإصابة بها، طالبت البروفيسور الأمهات بالمحافظة على الرضاعة الطبيعية للرضع على الأقل لمدة سنة، محذرة من التغذية المبكرة للأطفال التي تترتب عنها نتائج عكسية على صحة الطفل مستقبلا. هذا، وأثارت المختصة مشكلة عدم الحركة لدى الشباب وممارسة الرياضة الذي يؤدي إلى الإصابة بالقولون والسمنة. وفي سياق متصل، دعت نذير إلى تأسيس هياكل جهوية من أجل التعرف على الأمراض الأكثر شيوعا لدى كل منطقة قصد محاصرتها والحد منها، مثلما هو معمول به في بعض الدول، خاصة وأن الأمراض تختلف من منطقة إلى أخرى حسب الظروف المعيشية والمناخية والاجتماعية. كما نصحت المختصة بتشديد الرقابة على المطاعم المدرسية والوقوف على الوجبات المقدمة للتلاميذ. وفي موضوع آخر، قالت جميلة نذير إن ضعف الوزن عند الأطفال ضئيل جدا في الجزائر ولا يتعدى الواحد بالمائة، عكس ما كان عليه الأمر خلال الاستعمار، أين كان 30 بالمائة. وفي ختام حديثها، طالبت البروفيسور نذير بتكثيف الحملات الإعلامية وحث المواطن للإكثار من المواد الطبيعية. كما طالبت الهيئات الرسمية بإيجاد حل، وذلك بمحاولة تشجيع الفلاحة وتنويعها قصد خفض الأسعار، وهذا ما سيعود بالإجاب ويقلص فاتورة استيراد الأدوية، بما أن المواطن سيلجأ إلى غذاء طبيعي يقيه الأمراض والعلاج، موضحة أن النتائج لن تظهر في حينها، ولكن سيكون وقعها الإيجابي بعد سنوات حين تتقلص بعض الأمراض بسبب هذه التدابير.