تعتبر العطلة الصيفية فرصة للعودة إلى الكتاب بعد انقطاع البعض عنه بسبب مشاغل الحياة والتعب الذي يتصاحب معها في الليل، الأمر الذي يجعل الكثيرين يبتعدون عن هذا الفعل الذي كان من اللازم أن يكون يوميا، ففي الغرب لا يسافر الشخص إلا وفي حقيبته كتاب أو كتابين يرافقانه في السفر، ولاترى مصطافا يتمتع بأشعة الشمس إلا وفي يده كتاب جيب يحمله إلى عوالم أخرى، فهل يملك الجزائري نفس العادات في فصل الاصطياف والراحة؟ "الأمة العربية" حاولت التقرب من الموضوع في هذا الاستطلاع. فعل القراءة يرادف الدراسة: تفاجأت "الأمة العربية" عندما التقت بعدد من الجامعيين وطلبة الثانوي الذين يرون في معظمهم أن القراءة هي أمر مرتبط بالدراسة، إذ يحدث الطلاق بين الطالب والكتاب ما أن يلقي بمحفظته المدرسية، كريمة طالبة علوم سياسية أكدت لنا أنها لم تلمس كتابا بعد أن خرجت من الجامعة " أنا لم ألمس كتابا منذ أن ودعت باب الجامعة، لقد تعقدت من الكتب، فعلت المستحيل حتى أحصل نقاطا جيدة ولا أعود إلى الجامعة والآن تريدينني أن أقرأ" وعندما أكدنا لها أننا لا نقصد الكتب التي لها علاقة بدراستها، أي كتب في مجالات أخرى كالأدب مثلا ردت" أنا لا أريد أن أقرأ أي كتاب، ثم ليس لي اهتمام بالأدب" أما عن أوقات فراغها كيف تقضيها ردت" أشاهد التلفاز، المسلسلات التركية تغريني، و أطبخ قليلا" لم يكن هذا رأي كريمة وحدها، فايزة تحصلت على الباكالوريا هذه السنة صرخت لسؤالنا "مستحيل، أحمل كتابا بعد كل ذلك التعب لقد مللت" أما عن أوقاتها فردت بسرعة" الأعراس، الحفلات، البحر". الصيف فرصة للعودة إلى الكتاب: الكثيرون يحبون الكتاب ويتشوقون إلى فتحه والتمتع بسطوره غير أن مشاغل الحياة الصعبة تجعلهم يبتعدون عن هذا الجانب، الأمر الذي يجعلهم يستغلون هذه الفرصة للقراءة والتمتع بهوايتهم، إلتقينا سليمة أم لطفلين وعاملة " أنا لا أستطيع القراءة في الأيام العادية مع أن هوايتي المفضلة قبل الزواج كانت القراءة، غير أنني بعد يوم طويل من العمل أعود إلى البيت للاعتناء بأبنائي وأشغال المنزل ما ينهكني ولا يترك لي فرصة قراءة ولو سطرا واحدا، لذلك أحضر بعض الكتب خلال السنة وأتركها للعطلة، فأقرأ في الليل وفي الشاطئ" وقد شاركها الرأي سليم الذي يعمل كمهندس معماري" أنا أحاول طيلة السنة ألا أترك فعل القراءة ولكنني لا أوفق في بعض الأحيان وانتظر العطلة بفارغ الصبر لقراءة ما استطعت حتى أشحن نفسي لعام آخر" ثم أضاف" القراءة لا تتعبني بل تزيد في راحتي إنها متعة كبيرة". العطلة تعني الاستراحة من كل شيء الكثيرون يرون أن العطلة هي فرصتهم للتغيير والابتعاد عن أي مصدر للقلق والتوتر، فارس 26 سنة عامل بشركة اتصالات، رد هو الآخر أنه لا يحبذ القراءة في الصيف مع أنه يحب المطالعة في الأيام العادية" أنا آخذ عطلة لتفريغ راسي من أي شيء، أذهب إلى الشاطئ ، أسبح، أسترخي، أتمتع بأشعة الشمس، أو أتمتع براية البحر وفقط"، كما ردت نعيمة صحفية " أنا أبتعد في عطلتي عن أي مصدر للإزعاج، لا أقرأ شيئا حتى الصحف لا أقرأها، لا أشاهد التلفاز ولا الأخبار، أما الكتب فأفضل أن أريح عيني من قراءتها، عطلتي هي فرصتي الوحيدة حتى انتشل نفسي من عالم المتاعب والمشاكل. هكذا يرى الكثيرون أن القراءة هي فعل متعب في حد ذاته ويفضل الابتعاد عنه في عطلته السنوية بينما يتحين الآخرون فرصة الصيف للعودة للكتاب، غير أن المشكلة تكمن في الأساس التربية والعادة، حيث لم يتعود الجزائري بعد على القراءة التي تعتبرها المجتمعات الأوروبية حاجة ضرورية من ضروريات الحياة مثلها مثل الأكل والشرب والنوم، كما يوجد غياب في الحركية التي من شأنها دفع الناس إلى القراءة في الصيف لتخفيض أسعار الكتاب في هذا الفصل، إقامة مكاتب متنقلة إلى الشواطئ وغيرها.