أمين الزاوي/ مدير المكتبة الوطنية لا أشاهد التلفزيون واهتمامي منصب على المطالعة والكتابة أشار الدكتور أمين الزاوي إلى أن المطالعة والكتابة تشكل بالنسبة له الشغل الشاغل الذي يستهلك معظم وقته خارج إطار العمل، وخاصة في فترة العطلة، كما يقول: "لست من المتتبعين للبرامج التي تبث على التلفزيون وبالتالي فمعظم الوقت أقضيه في المطالعة، فأنا أركز في فصل الصيف على مطالعة الروايات التي تردني من دور النشر الفرنسية، إضافة إلى الاطلاع على التراث العربي وإعادة قراءة الكتب القديمة• وفي الوقت الحالي أقرأ كتاب "الحيوان" للجاحظ بكل ما يحمله من إمتاع• أما الأوقات المفضلة بالنسبة لي للمطالعة فتبدأ من العاشرة ليلا وتستمر إلى الساعات الأولى من الصباح، وفيما يخص الكتابة فعادة لا أخرج من البيت قبل الكتابة وقد انتهيت مؤخرا من كتابة آخر رواياتي باللغة الفرنسية والتي تحمل عنوان "حراس السرير" ستصدر في شهر جانفي المقبل• أما أعمالي السابقة فسيتم عرضها في إطار الصالون الدولي للكتاب الذي سينظم في شهر أكتوبر المقبل بعد ترجمتها إلى اللغة العربية مثل رواية "الخنوع"، "عطر الخطيئة"، "وليمة الأكاذيب"• فالمطالعة بالنسبة لي ليست متعلقة بفترة معينة وتختفي في فصل الصيف، ولكنها من العادات المرتبطة بشخصيتي" • جيلالي نجاري/ المسؤول الإعلامي بالمكتبة "المطالعة تضطرني أحيانا إلى إهمال واجباتي العائلية " جيلالي نجاري الشاعر والمسؤول الإعلامي بالمكتبة الوطنية تطرق إلى موضوع المطالعة بصفته مسؤولا بالمكتبة الوطنية ومن جهة أخرى كشاعر ومثقف مرتبط بالكتاب، وأشار نجاري إلى أن الإقبال على المطالعة من طرف الطلبة والباحثين والأساتذة يعرف تراجعا ملحوظا في فصل الصيف، وذلك بعد انتهاء الموسم الدراسي، وهو الأمر الذي لا يقتصر فقط على المكتبة الوطنية ولكنه معروف في كل مكتبات العالم مثل المكتبات الفرنسية والألمانية• ولكن الفرق بيننا وبينهم، يضيف، يكمن في أن المطالعة في الدول الغربية ليست مرتبطة بالمكتبة أو بالموسم الدراسي لأنهم يصطحبون كتبهم إلى كل الأماكن التي يذهبون إليها لقناعتهم أن ثقافة المطالعة مرتبطة بكل الفصول، وفيها متعة لا تقل عن باقي الوسائل الترفيهية، وهي الثقافة الغائبة في مجتمعنا• ويضيف نجاري: "لذا فإن المكتبة الوطنية تعمد إلى تخصيص مكتبات متنقلة في فصل الصيف لتقريب الكتاب من المواطن في كل الأماكن التي يتواجد فيها مثل الشواطئ والمنتزهات وحتى على مستوى القرى النائية، في ظل برنامج يحمل عنوان "الكتاب والبحر" والذي ستنطلق فعالياته في الأسبوع الجاري• أما فيما يخص مطالعاتي فأنا اقرأ من ثلاثة إلى أربعة كتب في اليوم في آن واحد، حيث أني اقرأ الأول وعندما اتعب انتقل إلى الكتاب الثاني وهكذا، مع مراعاة ترك الكتب مفتوحة حتى يسهل علي العودة لقراءتها• وآخر ما قرأته هو الرواية الأخيرة للدكتور أمين الزاوي، إضافة إلى قراءة كتب في الشعر والفلسفة• أما الوقت المفضل لدي لكتابة الشعر فهو في فترة الليل حيث يكون الهدوء وآخر ما كتبته هو ديوان "قيلولة العابث" التي ستصدر بعد حوالي شهر وأنا بصدد التحضير لديوان جديد• فالمطالعة بالنسبة لي تأخذ أكبر حيز من اهتماماتي، وتضطرني في بعض الأحيان إلى إهمال واجباتي العائلية فأحيانا أشتري كتابا بدل شراء الخبز!"• مجبر أرزقي/ مكتبي أما مجبر ارزقي، مكتبي، فهو يرى من منطلق احتكاكه اليومي برواد المكتبة، أن المطالعة مرتبطة بشكل أساسي بفترة الدراسة والحاجة إلى المراجع ومع انتهاء الموسم الدراسي تعرف المكتبة الوطنية تناقصا ملحوظا في الإقبال عليها، خاصة مع بداية شهر جويلية إلى غاية شهر أوت حيث تعرف المكتبة عودة الطلبة والأساتذة والباحثين بشكل مكثف للحصول على المراجع• وفي الوقت الحالي فإن أكثر الأشخاص الذين يأتون إلى المكتبة من المتقاعدين والأشخاص القريبين من المكتبة، أما الكتب التي تعرف طلبا كبيرا عليها، فيقول إنها تتمثل في كتب علم الاجتماع إضافة إلى الكتب الثقافية• وفيما يخص رواد المكتبة الذين التقيناهم حاملين كتبا في مختلف المواضيع حسب ميولاتهم ودراساتهم، فهم يبقون مرتبطين بالكتاب ولكن بشكل أقل مقارنة ببقية السنة وهناك من يعتبر الصيف فرصة للمطالعة أكثر من أي وقت مضى• عبد العالي مزغيش/ شاعر "الصيف بالنسبة لي هو فرصة للإبداع" يقول الشاعر عبد العالي مزغيش "في فصل الصيف يكون هناك توقف شبه كلي للحياة الثقافية في الجزائر، عكس الموسم الاجتماعي الذي يكون فيه وقتي موزعا بين التحضير والمشاركة في النشاطات الثقافية، أما فصل الصيف فيعتبر بالنسبة إلي عامل إبداع لأني أجد الوقت الكافي للكتابة والمطالعة التي أعتبرها تعويضا لي عن فقدان الجدة التي كانت تمتعنا في فصل الصيف بالقصص الشعبية"• ويضيف: "لذا فأنا مرتبط بشكل كبير بالمطالعة التي تشغل معظم أوقات فراغي وهو الأمر الذي يساعدني على الإبداع أكثر في مجال كتابة الشعر• وأنا حاليا أحضر لرحلة رفقة مجموعة من الأصدقاء لزيارة بعض المدن الجزائرية سيكون فيها الكتاب رفيقا لنا• أحمد الشيخ/ طالب ماجستير أما أحمد الشيخ، وهو طالب سنة ثانية ماجستير في الاتصال الدعوي، فهو يرى أن فصل الصيف فرصة أكبر للمطالعة نظرا لعدم وجود ارتباطات كثيرة، "وبالتالي فأنا أخصص وقت الفراغ في المطالعة خاصة في مجال تخصصي، فأقرأ كتبا في الإصلاح وحول المجتمع• وبما أني أفضل النوم باكرا فأنا أطالع بشكل كبير في فترة النهار إلى جانب قيامي بنشاطات أخرى"• كما يعتقد أن من الضروري الاهتمام أكثر بالكتاب في ظل الثقافات الوافدة من الشرق والغرب والتي تبعدنا عن الكتاب تدريجيا، كما يقول• إسماعيل•ب/ عامل حر "لا يمكنني النوم قبل أن أطالع كتابا" من جهته، يقول إسماعيل، عامل حر، إنه يهتم بشرح المفردات لذا يستعين بالقواميس التي يجدها على مستوى المكتبة الوطنية إضافة إلى قراءة الروايات، وهو في الوقت الحالي يقرأ رواية "الرباط المقدس" لتوفيق الحكيم• وأضاف في نفس السياق "لا يمكنني النوم قبل أن أطالع كتابا ما أو أقوم بقراءة مجموعة من الأقوال لشخصيات معروفة حول مواضيع مختلفة، كما تستهويني مطالعة الكتب التي سبق لي مشاهدتها على شكل أفلام لأنها تحتوي على تفاصيل كثيرة لا توجد في الأفلام وهو ما يدفعني إلى قراءتها حتى في الشارع، فالكتاب لا يفارقني في أي مكان أكون فيه• ولا يمكنني الاستغناء عن الكتاب حتى في الرحلات التي أقوم بها للاستجمام• فصل الصيف إذن ليس مجرد فرصة للتوجه للشواطئ والمنتزهات بالنسبة لكل الجزائريين بل هناك من يعتبرونه فرصة للمطالعة والاطلاع على كل الإصدارات التي لم يكن من الممكن الاطلاع عليها في ظل ضغوط العمل، كما أنه في نظر بعضهم فرصة للإبداع، فرغم وجود وسائل الإعلام المتطورة كالانترنت والتي أصبحت تشكل خطرا على وجود الكتاب والذهاب إلى المكتبات للاطلاع عليها، إلا أن كثيرا من المثقفين والطلبة والمهتمين لا يجدون ضالتهم إلا في الكتاب الذي يعتبر رفيقهم الدائم حتى في أيام العطلة•