لويزة حنون، المرأة الوحيدة المترشحة للرئاسيات القادمة، وعدت الشعب بإعطائه الحق في سحب الثقة من النواب إذا لم يمثلوا الشعب تمثيلا حقيقيا وذهبت إلى أبعد من ذلك، حين وعدت الشعب أيضا بمنحه حق سحب الثقة من رئيس الجمهورية، لكن السيدة حنون لم تطلعنا كيف يتم سحب الثقة ولا الآليات التي تتم بها هذه الأمور وبإمكان عقلي المتواضع أن يتخيل كيف تكون عليه صورة سحب الثقة، ونحن الشعب المتحكمون في زمام الأمور، حين يتجه المواطنون والمواطنات من مختلف الولايات إلى مبنى البرلمان، ويقابلوا رئيس المجلس الشعبي الوطني ويطلبون منه إنهاء مهام من يمثلهم لأنه لم يقم بواجبه نحوهم، وأتخيل أيضا كيف يصير شكل هذا المنتخب وهو يغادر مبنى البرلمان طالبا الصفح ممن انتخبوه.. إنها فعلا جمهورية جميلة تلك التي تريدها زعيمة حزب العمال، وإن كانت لويزة ذهبت بعيدا في أحقية الشعب في سحب الثقة من رئيس الجمهورية نفسه، فالأكيد أن هذا الشعب بإمكانه سحب الثقة من "المير" والوالي والوزير وحارس العمارة، ومدير المدرسة والتلاميذ يسحبون الثقة من معلميهم، وكل من عنده مشكل مع شخص يسحب منه الثقة ويحيله على البطالة أو مجلس التأديب ولنتصور الشعب يوجه إنذارا شديد اللهجة لرئيسهم المنتخب، قبل أن يسحبوا منه الثقة، لنسير كلنا في الشوارع نذرعها طولا وعرضا، وزراء ورؤساء بلديات ومنتخبون وشعب وبطالون كلنا مسحوب منا الثقة والمصالح كلها مقفلة، لأننا لو اعتمدنا على سياسة سحب الثقة فالأكيد أن الشعب سيسحبها من الجميع لأنه غير راض عن سلوكات الكل.. أحلامك جميلة يا "مخلوقة" أروع من أحلام أفلاطون في جمهوريته الفاضلة، لكن دعينا نسألك، لماذا وأنت زعيمة حزب لازلت على رأسه منذ قرابة العقدين ولم تقبلِ التداول على رئاسة الحزب ولم تستسلمِ لسحب الثقة؟ إن كنت يا سيدتي لويزة ترفضين ضخ دماء جديدة في حزب العمال فليس من حقك أن تقدمي وعودا للشعب لا يمكنك الوفاء بها مستقبلا، كيف لمن يرفض التنازل عن رئاسة حزب أن يتنازل عن حكم دولة؟ ومهما كان فإن كل الذي جاء على لسانك يا مخلوقة لا يشبه سوى جمهورية لم تخلق بعد، يصلح أن تسمى جمهورية حنون الفاضلة.