يفتقد الباعة والزبائن المرتادون على سوق "متاريس" الفوضوي ببلدية الكاليتوس بالعاصمة، لجملة من الضروريات التي من شأنها أن تنظم العملية التجارية بذلك السوق، والتي من بينها بل وعلى رأسها تبني السلطات المحلية لهذا السوق الذي لقي شعبية كبيرة بين أوساط العاصميين، حيث لوحظ تنقل الزبائن لهذا السوق حتى من خارج بلدية الكاليتوس، ليشمل متسوقين من البلديات المجاورة على غرار بلدية مفتاح، والأربعاء، وسيدي موسى، بل امتد الأمر في المدة الأخيرة ليشمل كذلك زبائن من بلديات وسط الجزائر، كباب الوادي على سبيل المثال لا الحصر. كما يفتقد هذا السوق لتجهيز الأرضية التي يقام عليها حاليا، فبعد أن ألف مرتادوه موقعه، حان للبلدية أن تقوم بتبنيه رسميا وتجهيز الأرضية التي تشهد وضعا مزريا جراء انتشار الأوحال وبرك المياه شتاء، والأتربة والغبار صيفا، مما يزعج الباعة والزبائن على حد السواء، ناهيك عن انعدام التغطية، مما يعرض السلع للتلف، سواء أتعلق الأمر بفصل الشتاء أو الصيف، نتيجة تساقط الأمطار وأشعة الشمس الحارقة، وبالتالي فإن هذا الأمر سوف يعود حتى على البلدية بالفائدة نظرا لعائدات هذا السوق. وفي السياق ذاته، أكد عدد من التجار الناشطين بسوق متاريس الأسبوعي، في لقائهم ب "الأمة العربية"، بأن الكثيرين منهم يرحبون بفكرة تبني البلدية لهذا السوق بشكل رسمي، كما حدث مع السوق المغطى الذي تم تشييده على جزء من ذات الأرضية التي ينشط بها هؤلاء التجار، والذي تم تخصيصه للألبسة والأحذية والحقائب، إضافة إلى بيع قطع الأثاث والأواني. فيما يتصدر باعة الخضر والفواكه قائمة التجار الناشطين بالسوق المكشوف، والذي تعتبره البلدية فوضويا. ويضيف هؤلاء التجار قائلين، إن الكثير منهم مستعد لتحسين أوضاع هذا السوق وتنظيمه، لأن الأمر يعود عليهم بالفائدة في الدرجة الأولى، ومن ثمة لن ينفي أحد منهم حق البلدية في فرض رسوم مالية مقابل ممارسة النشاط التجاري بهذا السوق. وقد طالب هؤلاء الباعة بتقسيم أرضية سوق "متاريس" بعد تجهيزها، إلى مربعات كافية لعدد التجار الناشطين به حاليا، حيث ينشط هؤلاء في الوقت الحاضر في فوضى لا مثيل لها، تصعّب على الباعة ترتيب السلع المعروضة، سواء أتعلق الأمر بمن يعرضها على الطاولات، أو من يفترشها أرضا، وكذا الزبائن الذين يتيهون خلال جولة التبضع من ذلك السوق. كما يطالب هؤلاء التجار في حالة ما إذا تبنت البلدية هذا السوق، بتغطيته حماية للسلع المعروضة من تقلبات الجو، وكذا ليكون الزبائن أكثر راحة أثناء جولة التسوق. هذا، وقد شاطر عدد كبير من زبائن سوق متاريس، الذين تقربت منهم "الأمة العربية"، الباعة حول مسألة تحويل هذا السوق من الفوضى للنظام، لأن هذا يعود عليهم بالفائدة أيضا، فهو السوق المفضل لديهم والوحيد بالبلدية الذي يعرض كافة أنواع السلع، حتى اللحوم بمختلف أنواعها هي الأخرى بأسعار معقولة، بالمقارنة مع الأسواق الأخرى.