بدا "تشا سونغجو" سفير كوريا الجنوبية بالجزائر متفائلا لمستقبل العلاقات بين الجزائر وكوريا في مختلف المجالات الإقتصادية، العلمية والفكرية، وذلك في إطار التوأمة بين الجامعة الجزائرية والكورية وتبادل المعارف والتجارب بين البلدين. حل، صبيحة أمس الإثنين، بولاية قسنطينة "تشا سونغجو" سفير كوريا الجنوبية بالجزائر، وهي الزيارة التي تعد الأولى من نوعها التي يقوم بها السفير الكوري في إطار التبادل الثقافي، العلمي، المعرفي والإقتصادي بين البلدين، حيث كان له لقاء مع الغرفة التجارية للإطلاع على ما تتوفر عليه الولاية من موارد طبيعية واقتصادية وإمكانات بشرية، خاصة في المجال الصناعي، وهذا من أجل البحث عن إمكانات الإستثمار في مختلف المجالات الإقتصادية والتبادل المعلوماتي في المجال. وتهدف هذه الزيارة لربط علاقات التبادل التجاري بين البلدين، باعتبار الجزائر كما قال السفير ثاني أكبر بلد في إفريقيا وهي تكبر بإحدى عشر مرة على كوريا الجنوبية والشمالية، الأمر الذي جعلها تخلق جوا من الترابط والتلاحم فيما بينها في إطار البرنامج الخماسي للتنمية من خلال توزيع مؤسساتها الكبيرة وورشاتها في الجزائر وتكوين الشباب في مختلف المجالات الصناعية. وبلغة الأرقام، قال سفير كوريا الجنوبية إن 90 بالمائة من اليد العاملة في الشركات الكورية جزائرية وهي شركات تنشط بالجزائر منذ منتصف الثمانينيات وقد مكنتها هذه المدة من التعرف بشكل عميق إلى المجتمع الجزائري وعاداته وطريقة تفكيره في الحياة. وقال سفير كوريا الجنوبية إن عقود الشراكة بين البلدين وعلاقتهما الدبلوماسية لم تكن بالحديثة، غير أنها كانت أكثر توطدا منذ زيارة رئيس كوريا الجنوبية إلى الجزائر في 2006 ولقائه بالرئيس الجزائري وتوقيعهما على عقد التعاون والتبادل الثقافي والفكري بين البلدين ، في إطار "التوأمة" بين الجامعتين الكورية والجزائرية، لاسيما وأحد رعاياه كان قد ناقش في بداية الشهر الماضي رسالة الماجستير في فقه المعاملات، وهو الطالب الكوري الوحيد على المستوى الوطني وهو المدعو" موسى كيم هون هيونغ" في العشرين من ربيعه، وكان موضوعه يدور حول التأمين التجاري، وقد أسلم هذا ألأخير وهو يدرس بالجامعة أفسلامية واستطاع من إقناع والدته في الدخول إلى الإسلام. كما تمكن هذا الطالب حسب الدكتور نصر سلمان نائب عميد كلية أصول الدين والشريعة والحضارة الإسلامية لما بعد التدرج والبحث العلمي والعلاقات الخارجية من تعلم اللغة العربية الفصحى قولا وكتابة. وكان تخرج هذا الطلب الذي سجل للترشح لشهادة الدكتوراه فرصة حسبه لخلق توأمة بين الجامعة الكورية وجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية، التي أبدى إعجابه بها خلال الزيارة التفقدية التي قام بها رفقة الدكتور عبد الله بوخلخال. ويأتي مشروع التوأمة بين الجامعتين، كون يوجد ما يزيد عن 150 ألف مسلم في كوريا الجنوبية ويتوفر هذا البلد على أكثر من 10 مساجد، وهي تطمح من خلال مشروع "التوأمة" إلى إنجاز جامعة إسلامية في كوريا لتعليم الشباب الكوري المسلم علوم الشريعة والفقه الإسلامي وكل ما يتعلق بالعقيدة الإسلامية، وهي من شأنها تسمح لفتح جسور التواصل بين الطلبة والتطلع إلى الحياة الإسلامية في كوريا.