تعمل المئات من العائلات منذ دخول صيف الراحة والاستجمام على شواطئ البحر ونعومة الرمال الذهبية على جمع المزيد من الدنانير بشتى الوسائل المشروعة للتحضير لشهر رمضان فضلا على الدخول الاجتماعي القادم، حيث أعلنت حالة طوارىء يشارك كل فرد من العائلة من نساء ورجال شباب وكهول شيوخ وفتيات وحتى الأطفال من كل الأعمار والأجناس، فالمتجول عبر الطرق الوطنية والولائية وحتى البلدية التي تخترق تراب ولاية غليزان تلفت انتباهه ظاهرة اصطفاف العشرات من الأطفال والشباب وحتى الشيوخ على حافة الطرقات لبيع البطيخ الأحمر والفلفل والطماطم والهندي والذرى والتحق هذه المرة الخبز الطازج بالمجموعة المهم المدخول اليومي تحت أشعة الشمس الحارقة وخطر الطرقات في بعض الأحيان، فعندما تقف سيارة يهرول بعض الباعة خاصة الأطفال منهم أمام العوز والحرمان لعرض سلعهم، فغالبا ما تحدث حوادث أليمة. هؤلاء بالرغم من فقرهم فهم لا ينتظرون منحة الدولة المقدرة ب 3آلاف دج ولا قفة رمضان فهم يؤمنون بالعمل لكسب العيش الكريم ، أما النساء الماكثات في البيت فيمتهن إعداد الأكلات وتحضير الكسكس لبيعها للمحلات التجارية أو الخواص خاصة ونحن في فصل الصيف فصل الأفراح والمناسبات ومنهن من تطهي الرقاق والمسمن بمبلغ زهيد 300دج للكلغرام الواحد والمقرود ب 180دج لإعالة أسرهن ومجابهة نار التهاب الأسعار عشية شهر رمضان المعظم ومصاريف الدخول المدرسي الذي لن يكون بردا وسلاما على آلاف الفقراء والمعوزين خاصة منهم القاطنون بالمناطق النائية والمعزولة التي تفتقر مداخيل أو مصانع وحتى أسواق شعبية يكتسب منها هؤلاء قوت يومهم، كل شيئ تحول خلال موسم الصيف إلى مصدر رزق حلال ومدخول للمعوزين، فالكثير من الأطفال ينتشرون عبر الأسواق الشعبية لبيع "الساشيات" والآخرون يتربصون بالعجائز والأثرياء يعرضون خدماتهم بحمل قففهم أو صناديقهم المملوءة بأطيب ما تشتهيه النفس إلى سياراتهم أو موقف للحافلات مقابل 10عشرات الدنانير أو أقل ومنهم من يجمع الخبز اليابس عبر الشوارع والأحياء لمدة ساعات لبيعه للموالين بدنانير قليلة، نفس الشيء بالنسبة لفتيات البادية اللائي يسافرن إلى المدن الكبرى للعمل بالبيوت في فترة الصيف مقابل مبلغ زهيد لايتعدى 3 آلاف دج شهريا أو العمل عند العوائل الميسورة برعي الغنم، كل هذا من أجل التحضير للدخول الاجتماعي بالكسب الحلال وعرق الجبين دون نصب ولا احتيال ولا مراوغة .