تتربع قرية أولاد سيدي عمر الواقعة شمال ولاية برج بوعريريج، على بعد أكثر من 40 كيلو مترا على أراضي زراعية خصبة كانت في وقت مضي تكفي حاجيات السكان، خاصة منها إنتاج الحبوب والأعلاف، مما جعل السكان لا يقوون على مفارقتها، لولا أن الجماعات الإرهابية أرغمت على ذالك خلال العشرية السوداء التي ضربت الجزائر في السنوات الماضية، فرحلوا تاركين أراضيهم ومنازلهم، وبعد عودة الأمن والهدوء بات العديد من السكان يحلمون بالعودة إلى أراضيهم، بمجرد دخولنا إلى قرية أولا سيدي أعمر لم يقابلنا أي مظهر من مظاهر الحياة، حيث وجدنا القرية خاوية رغم بعض القطعان من الغنم والبقر التى ترعى هنا وهناك وسط الأراضي المجاورة لسكنات القرية، مما جعلنا نتساءل عن سر هذا الهدوء الذي تحتضنه القرية فأكد لنا أحد الرعاة أن العديد من السكان هاجروا إلى مدينة مجانة التي تبعد عنهم ببعض الكيلومترات فكانت مجانة مقصدنا أين تمكنا من مقابلة أحد النازحين، مؤكدا أن جميع السكان يحلمون بالعودة إلى القرية لو توفرت لهم ظروف الحياة، فلا يمكن لأحد منهم حسبه أن يترك أرضه التى كانت فى وقت مضى مصدر رزقه، خاصة بعد تحسن الوضع الأمني، وقال أن عدد السكان النازحين يفوق 150 عائلة هي تناشد اليوم السلطات المحلية بالعمل على إعادة إدماجها بالمنطقة المعزولة حيث أكدوا أنهم يرغبون فى تلقي بعض المساعدات التى قالوا عنها أنها ليست مستحيلة كترميم مساكنهم وتقديم حصص استثنائية من السكن الريفي وتوفير النقل المدرسي لأبنائهم وإنشاء مركز صحي، من أجل التقليل من معاناتهم اليومية، حيث أكدوا أنهم سيعودون إلى أراضيهم إن وفرت لهم بلدية ثنية النصر التى ينتمون إليها شروط العودة، ولدى اتصال بأحد المنتخبين المحلين ببلدية ثنية النصر الذي رفض حتى ذكر إسمه، أكد أن الرقم الذي قدم إلينا مبالغ فيه، مؤكدا أن العائلات النازحة لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، ومع ذالك فالمنطقة مدرجة فى إطار برنامج التنمية المحلية مؤكدا أن البلدية على أتم الاستعداد لتقديم دعم استثنائي إن صحت رغبة هذه العائلات.