تجددت، أمس، الحركة الاحتجاجية التي فجرها سكان حي "جبانة ليهود" الشعبي وسط مدينة عنابة، احتجاجا على انقطاع مياه الشرب المتكرر دون أن تقوم مؤسسة "سياتا" لتطهير وتسيير المياه بإبلاغهم عبر البيانات والنشريات الخاصة. وأقدم السكان المحتجون على غلق الطريق المؤدية إلى وسط المدينة، بواسطة إضرام النار في العجلات المطاطية والمتاريس والقضبان الحديدية، بشكل أوقف حركة المرور، وهدّدوا بحرق المؤسسة المعنية، قبل أن تتدخل مصالح الأمن ووحدات مكافحة الشغب لتهدئة الوضع وتفريق المتظاهرين الذين كلّفوا ممثلين عنهم للقاء مسؤول الشركة الجزائرية الألمانية المكلفة بتسيير وتطهير مياه الطارف وعنابة، ووعدهم بتخصيص صهاريج متنقلة تجوب أزقة الحي في انتظار تجاوز الإشكال في غضون 48 ساعة. وبرر المسؤول ذاته أسباب الانقطاع، بوجود عمليات تهيئة تطال شبكة نقل المياه لتفادي التلوث الحاصل بالحي، على خلفية اختلاط مياه الشرب بقنوات الصرف الصحي، ما خلّف وقوع عشرات الإصابات بوباء التهاب الكبد الفيروسي "أ" خلال الأسبوع الفارط. وببلديات العلمة، سيدي عمار والحجار، خرج مواطنون إلى الساحات العمومية بعدد من الأحياء السكنية للمطالبة بعودة المياه إلى مجراها، بعد أن جفت حنفياتهم لأسباب يجهلونها منذ قرابة أسبوع. وبحي أولاد بوبكر ببلدية بوثلجة في ولاية الطارف المجاورة، انتفضت عشرات العائلات والنسوة ضد ما وصفوه بتراخي مسؤولي "الجزائرية للمياه" سابقا، في إصلاح الأعطاب التقنية بالشكل الذي جعلهم يتذوقون المرارة في عز الشهر الفضيل، وطالبوا بمنحهم "الحق في الماء" الذي أصبح عملة نادرة، رغم توفر المنطقة على ينابيع طبيعية. وقال السكان الغاضبون على مؤسسة "سياتا"، إن الجفاف ضرب حنفياتهم منذ أزيد من 5 أيام، دون أن تحرك السلطات المعنية ساكنا، وهدّدوا بتحويل مقر المؤسسة إلى رماد ما لم تسو الإشكال.