فضل سكان بلدية سيدي عمار بولاية عنابة، تدشين السنة الجديدة بالخروج إلى الشارع للمطالبة بعقود الإدماج المهني والتشغيل ورفع مطالب اجتماعية أخرى، على رأسها وضع حد لمشكل انقطاع التيار الكهربائي الذي نغّص حياتهم وحوّلها إلى ظلام دامس كل عشية. أغلق، صبيحة أمس، مئات الشباب البطال الطريق الوطنية الرابطة بين المدينة وبلدية عنابة بواسطة المتاريس والقضبان الحديدية وأضرموا النار في العجلات المطاطية، ما أحدث شللا في حركة المرور وتنقل المسافرون القادمون من بلديات ولايتي ڤالمة والطارف إلى ولاية عنابة على مدار ثلاث ساعات، قبل أن تتدخل مصالح الأمن الوطني لتفريق المتظاهرين الذين نقلوا حركتهم الاحتجاجية إلى مقر البلدية وحاصروها ثم أغلقوا المدخل الرئيسي بالأقفال الحديدية، مطالبين بمقابلة رئيس المجلس الشعبي البلدي لتبليغه مطلبهم القاضي بمنحهم عقودا في إطار جهاز الإدماج المهني لحاملي الشهادات وذوي المستوى المحدود. وحرص رئيس البلدية ونوابه على مطالبة المحتجين بعرض مطالبهم سلميا حتى يتم تبليغها إلى السلطات الولائية، وقال "المير" في اتصال هاتفي مع "الأمة العربية" إن مطالب الشباب مشروعة، لكن مفتاح القضية موجود عند مديرية التشغيل، كاشفا أن مجلسه رفع طلبا إلى مسؤولي قطاع الطيب لوح يتضمن تخصيص حصة معتبرة من عقود العمل للسنة الجارية. انقطاع الكهرباء يخرج السكان إلى الشارع ومصالح بوطرفة في قفص الاتهام وكان مئات السكان بذات البلدية قد فجروا هم أيضا، ليلة أمس الأول، انتفاضة شعبية عارمة احتجاجا على توالي انقطاع التيار الكهربائي، وأقدم المحتجون على غلق الطريق الرئيسي والطرقات الثانوية بواسطة المتاريس الخشبية وأغضان الأشجار والقضبان الحديدية وإضرام النيران في العجلات المطاطية، حتى اعتلى سماء المدينة سحب كثيفة من الدخان. وانضم عدد من تجار المنطقة إلى احتجاج السكان، مطالبين مسؤولي سونلغاز بتحمّل مسؤولياتها تجاه الزبائن. وقال أحد المحتجين في تصريح ل "الأمة العربية": "إننا نتكبد المعاناة لأجل جمع الأموال لدفع مستحقات الفواتير المضخمة، فإذا بنا نفاجأ بسونلغاز تقطع علينا الكهرباء دون أي إشعار". وكشف تجار ناشطون في تنظيم الاتحاد العام للعمال الجزائريين، أنهم باشروا الإجراءات اللازمة لتحريك دعوى قضائية ضد "سونلغاز" بتهمة الإهمال المؤدي إلى إتلاف معداتهم الإلكترونية التي تضررت بفعل الانقطاع المتكررة والمفاجئة. ومن جهتها، برّأت المديرية الجهوية لشركة الكهرباء "سونلغاز" ساحتها عن طريق مصدر مسؤول سألته الجريدة عن أسباب الاضطراب الذي تعرفه الشبكة، مشددا أن فوضى التوصيلات غير الشرعية لأسلاك الكهرباء هي أساس المشكل الذي يتكرر كلما ارتفع الضغط الرهيب الفائق للطاقة المنتجة، وكشف المتحدث أن مصالحه فتحت تحقيقات لكشف المواطنين المعنيين بسرقة الكهرباء، مضيفا أن المؤسسة لن تتوانى في إحالة ملفات هؤلاء على الجهات القضائية.