أجلت أول أمس، محكمة الجنح بباب الوادي، فتح ملف القضية المتابع فيها خمسة شبان بتهمة تدنيس العلم الوطني، وذلك بطلب من دفاعهم لغرض حضور الشاهد العيان، وباقي الشهود. وتدور وقائع القضية حول إقدام خمسة طلبة في النهائي بمدرسة عقبة بن نافع بباب الوادي بتاريخ 07 / 12 / 2008 وخلال مراجعتهم لمادة الفيزياء بنزع إطار معلق رسم عليه العلم الوطني بشكل متموّج، ومكتوب عليه مقاطع من النشيد الوطني، ثم أقدموا بعد ذلك على رسم العلم الفرنسي فوق لوح الإطار وكتابة عبارة "تحيا فرنسا" باللغة الفرنسية عليه، وعند دخول الحارس القاعة (الشاهد العيان الذي تغيب عن الجلسة)، لاحظ ماقام به الطلبة وتوجه إلى المدير لإبلاغه، ومن ثمة أخذت القضية طريقها إلى العدالة. وأثارت وقتها ضجة كبيرة، خاصة بعد إعلان بن بوزيد فصل الطلبة من الدراسة، لكن احتجاج الأولياء ونقل الصحافة لاحتجاجهم عن فصل أولادهم في وقت تعطى فرصة الدراسة للمساجين والمسبوقين، وجاء قرار آخر قضى بالسماح لهم باجتياز امتحان البكالوريا، ورغم أنهم اجتازوه في ظروف صعبة عوملوا فيها معاملة سيئة لازالوا يذكرونها، وأجبروا على الامتحان مع الأحرار، وحرموا حتى من الماء أثناء اجتيازهم أهم امتحان في حياتهم، حسب إفادة دفاعهم فقد تحصل إثنان منهم على شهادة البكالوريا وسجلاً بتخصص التسيير والاقتصاد بالجامعة. وفي الوقت الذي يرى الدفاع أن ماقيل أنه "دنس" لايمثل العلم الوطني، الذي حدده المرسوم 63، وعرفه بأنه رمز السيادة، وحدد شكلياته قانون ثم مرسوم، تحدد بدقة الشكل والمساحة الخضراء والبيضاء ووضعية النجمة والهلال، في حين المرسوم في الإطار لايعتبر قانوناً، علماً أنه يتخذ شكلاً متموجا وهو مرسوم فقط على قطعة القماش. عندما تحدثنا إلى أهالي المتهمين أول أمس، لمسنا فيهم خوفا كبيراً، خاصة وأن المحكمة لازالت تتحدث عن الحكم الصادر في حق مناصري الفريق الوطني، وفي حين عبر لنا أحد المتهمين على فرحته في النجاح البكالوريا، فقد كان البقية يبدون متفائلين بإنصاف العدالة لهم. خاصة وأنهم لايعلمون هم أيضا أن ما قاموا به، تدنيس وإساءة للعلم الوطني.