تأجيل محاكمة تلاميذ ثانوية عقبة المتورطين في قضية تدنيس العلم وسط إجراءات أمنية مشددة وتوافد كبير للعائلات والشبان، شهدتها محكمة باب الوادي بالعاصمة الأربعاء الفارط، نطقت قاضية الجنح بحكم عامين حبس نافذة في حق شابين من رايس حميدو تمت متابعتهما عن جنحة تدنيس العلم الوطني. * * وقد كان وقع هذا الحكم كالصاعقة على أهالي الشابين اللذان لايتعدى عمرهما 19 عاما، وعمت على إثره موجة من الصراخ والعويل معتبرين ملابسات الحادثة كانت بالصدفة ونتيجة ظروف قاهرة وجب مراعاتها، خاصة أن الشابين غير مسبوقين في أي قضية من نوع آخر، ولم تكن بنيتهما تدنيس العلم الوطني - هذا حسب الأحاديث التي تناقلها أهالي الشابان في المحكمة- . * ويأتي هذا الحكم بعدما سبق للممثل الحق العام أن التمس جلسة المحاكمة الأسبوع المقبل عقوبة 6 سنوات حبس نافذ ضد الشابان (ب، ب) و(ق، ب) من بلدية رايس حميدو عن تهمة تدنيس العلم الوطني وفقا لأحكام المادة 160 مكرر من قانون العقوبات التي تنص على معاقبة كل من يتلف أو يمزق العلم الوطني الذي يمثل رمزا من رموز الدولة الجزائرية بعقوبة تصل في حدها الأقصى إلى عشرة سنوات حبس نافذة. * وحسب المعلومات المتوفرة لدينا فقد وقعت هاته الحادثة ليلة فوز المنتخب الوطني الجزائري على زامبيا، حيث كان الشابان في طريق العودة للمنزل بعد احتفالهما رفقة الأصحاب بالمناسبة السعيدة، غير أنهما لم يتوقعا أن الفرحة ستتحول إلى نقمة وأن حياتهما ابتداء من تلك الليلة ستنقلب رأسا على عقب، وفي الرحلة التي قادتهما من ولاية بومرداس إلى العاصمة توقفت سيارة أحدهما بطريق خال حوالي الساعة الثالثة صباحا وكانت السيارة ملك لأبيه فلم يجد الشاب مايفعله فاهتدى صديقه الثاني الذي كان في سيارته بأن يجره وسيارته بربطهما مع بعض وكانت الوسيلة الوحيدة المتوفرة هي العلم الوطني الذي كانا يرفعانه بعد الفوز في المباراة ويحتفلان به، وبعد مرورهما على ثلاث حواجز أمنية دون إيقافهما جاء الحاجز الأمني بشارع رائد عبد الرحمان ميرة بباب الوادي، حيث تم إيقافهما من قبل عناصر الأمن وحوّلا إلى مركز الشرطة بسبب استعمالهما للعلم الوطني في جر السيارة، وتمت إحالتهما على وكيل الجمهورية عن تهمة تدنيس العلم الوطني، ليحالا وفق إجراءات التلبس على محكمة باب الوادي للمحاكمة، وكم كانت صدمتهما قوية بذلك، حيث لم يتوقفا عن البكاء من شدة التوتر وصرحا بعفوية على سؤال القاضية حول تهمة التدنيس بأنهما اضطرا لذلك خوفا من الاعتداءات بعد توقف انتهاء البنزين من السيارة في منطقة مهجورة ومعروفة بأنها جد خطرة وهي بضواحي الحراش، ليؤكدا للقاضية بأنهما لم يعلما بأن مايفعلانه يعتبر تدنيسا للعلم الوطني ويعاقب عليه القانون، ونفس الشيء أكدته دفاعهما حيث اعتبرت ماحصل هو نتيجة لنقص التوعية في المدارس واعتبرتهما ضحايا التسرب المدرسي مطالبة بأقصى ظروف التخفيف في حقهما.. هذا وعلمت الشروق من مصدر مقرب من القضية أن دفاع الشابين تقدم بالاستئناف في الحكم في انتظار رجوع القضية بعد الاستئناف. * * ... وتأجيل محاكمة تلاميذ ثانوية عقبة المتورطين في قضية تدنيس العلم الوطني * أرجأت نهاية هذا الأسبوع محكمة الجنح بباب الوادي الفصل في قضية "تدنيس العلم الوطني" التي تورط فيها خمسة تلاميذ بثانوية عقبة بباب الوادي إلى شهر أكتوبر المقبل، وهذا بطلب من الدفاع لغرض استدعاء الشاهد وهو حارس بذات الثانوية، باعتبار أن شهادته مهمة لأنه هو من شاهد الواقعة ويمكنه شرح ملابساتها للمحكمة. * هذا وقد صرح لنا دفاع المتورطين عقب تأجيل القضية بأن العلم محل المتابعة لاتتوفر فيه الشروط الأساسية للعلم، شارحا بأن العلم الذي كان موجود بالقاعة هو مجرد إطار معلق وفوقه قطعة من القماش تحمل مقاطع من النشيد الوطني وفي وسطها مرسوم العلم بشكل متموّج، وبالتالي فهو ليس علم بالمعنى الحقيقي حيث أن شكله يجب أن يكون مستطيلا وحجمه معلوما، ليضيف بأن التلاميذ لم يدنسوا العلم بل نزعوا قطعة القماش التي تحوي على العلم وطووها واحتفظوا بها في مكان آمن ثم أخذوا ورقة بيضاء ورسموا عليها باستعمال سيالة زرقاء وحمراء علم فرنسا، مشيرا في السياق ذاته إلى أن نقص التوعية والثقافة القانونية بالمدارس هي السبب وراء ارتكاب مثل هذا الخطأ الذي لم يتوقع التلاميذ نتائجه نظرا لجهلهم بأن القانون يعاقب على تدنيس العلم. * وفي المقابل غاب الممثل القانوني لمديرية التربية بوسط الجزائر عن الجلسة أمس، وحضر الشبان الخمسة، حيث رفضوا الإدلاء بأي تصريحات للصحافة بعد تأجيل المحاكمة معتبرين ماوصلوا إليه كان بسبب المغالطات التي أوردتها وسائل الإعلام، غير أننا استطعنا معرفة بأن اثنان من الخمسة تحصلا على شهادة الباكالوريا وسجلا في فرع التسيير. * وأسر لنا مصدر مقرب من القضية بأن التلاميذ الخمسة الذين تتراوح أعمارهم مابين 18 و20 سنة اجتازوا امتحان الباكالوريا مع الأحرار، بالرغم من أنهم سجلوا مع المتمدرسين، وهذا بعد فصلهم من الدراسة عقب الحادثة. وبالرغم من ذلك استطاع اثنان منهم النجاح رغم الظروف التي صاحبت ذلك، وحسب ذات المصدر فقد اجتازوا الباكالوريا في ظروف جد سيئة وتمت معاملتهم بطريقة فضة ومغايرة لبقية الممتحنين.