جددت الصحف المغربية هجماتها الشرسة على الجزائر، من خلال اتهام الجيش الجزائري باختطافه تلاميذ من داخل التراب المغربي وأنه يتبنى إجراءات تعسفية في حق المواطنين المغاربة، دون تأكيد الرواية التي قيل عنها إنها وقعت في 18 فيفري الجاري. وزعمت الصحف المغربية، أن الجيش الجزائري سيسلم في هذه الأيام المختطفين الأربعة المزعومين للسلطات المغربية، لتأتي برواية أخرى مخالفة مفادها أن التلاميذ الذين ذكرت أسماءهم وتتراوح أعمارهم ما بين 13 و16 سنة، سيخضعون للمحاكمة، دون الخوض كثيرا في القضية التي بدت ضعيفة الحبكة وغير واضحة المعالم عن أسباب اختطافهم المزعوم، وكذا احتمالية محاكمتهم، حيث قالت الصحف المغربية إن الجيش الجزائري توغل إلى التراب المغربي ببضعة أمتار على مستوى "واد زوزفانة" واختطف الأطفال ليقوم باقتيادهم إلى مركز بني ونيف الحدودي الذي يقابل مركز لخناك المغربي، على بعد 7 كلم من فيجيج بعد أن تم تفتيشهم، لترجح المزاعم المغربية أن الأطفال يوجدون في ولاية بشار. وذهبت صحف النظام المغربي أبعد من ذلك، عندما ادعت أن الواقعة ليست الأولى من نوعها واتهمت الجيش الجزائري بأنه توغل داخل التراب المغربي أكثر من مرة، آخرها خلال الأسبوع الأخير من شهر جانفي الماضي، حيث ادعت أنه احتجز مواطنا بالوادي، وتم إبعاد حسب ذات الرواية المواطنين المغاربة الذين كانوا يرعون ماشيتهم بعين المكان، والبالغ عددها 1000 رأس. كما زعمت أن الجيش أرجع 500 رأس فقط. وربطت الصحف الوقائع بما أسمته حرب المناورات بين الرباطوالجزائر، إذ فيما أنهى المغرب حسبها مناورات عسكرية في جنوب المملكة المغربية والتي شاركت فيها طائرات هيلكوبتر وطائرات حربية من نوع "إف 5" و"إف 16"، إلى جانب فرقة من المظليين، يواصل الجيش الجزائري تدريبات عسكرية في مناطق صحراوية بشمال تمنراست الواقعة قرب الحدود مع ليبيا، مشيرة إلى أن أفراد الجيش الجزائري كثّفوا تحركاتهم على الحدود المغربية لمكافحة عمليات التهريب ونشاط التنظيمات المتطرفة. وقالت إن القوات الحربية الجزائرية تجرب أنظمة أسلحة متطورة جدا، منها الصاورخ الروسي "كريو نتمه" المضاد للدبابات، وتأتي هذه المزاعم تباعا للحملة الشرسة التي يقودها النظام المغربي ضد الجزائر بعد أن فقد كل أوراقه في قضية الصحراء الغربية التي ما يزال موقف الجزائر بشأنها ثابتا ومؤسسا على الشرعية الدولية ومبادئ تقرير المصير وتصفية الاستعمار، وليست ورقة ضغط أو مساومة كما يروج لذلك نظام "جلالة الملك"، الذي يختلق الأكاذيب والأساطير على المقاس في كل مناسبة، بل وحتى دون مناسبة.