قبل الاستقلال وبعده لم تتوقف مخابرات الاستعمار الفرنسي من التخطيط لزعزعة استقرار الجزائر حيث كان التحالف مع دولة إسرائيل ظاهرا للعيان تجسد في التعاون النووي بين الدولتين من خلال صنع القنبلة النووية التى فجرتها فرنسا في صحراء الجزائر خلال عام 1956 أكدت بشأنها مصادر تاريخية أن القنبلة التى جربت هي إسرائيلية وليست فرنسية. تعاون لم يقتصر على هذا فقط بل تعداه إلى مجالات أخرى كزعزعة استقرار الدول التى لا تعترف بإسرائيل وعلى رأسها الجزائر. ولم يقتصر الأمر على زرع الفتن والصراعات بل أضيفت له معادلات اغتيال قادات الثورة الجزائريين وعلى رأسهم هواري بومدين في هذا الإطار كشف بأنه حضر السيد لحلول عبد الحفيظ في إحدى شهادته الموثقة نملك نسخة منها حادثة وقعت في عهد حكم الرئيس بومبيدو خلال عام 1974 وحسب هذه الشهادة فإنه عندما بادرت الجزائر في بناء إفريقيا العذراء بقيام جنود الخدمة الوطنية بإنجاز عدة مشاريع في مالي حيث تمكنوا من بناء أكثر من 14. مسجدا في نفس السياق قامت إطارات جزائرية بنشر اللغة العربية في هذا البلد الشقيق الأمر الذي تنبهت له حسبه المخابرات الفرنسية معتبرة دخول الجزائر إلى بوابة الإفريقية أمر غير مرغوب فيه ليقوم حسب ذات الشهادة الرئيس الفرنسي بومبيدو باستدعاء مباشر للرئيس المالي يأمره فيه بالمجيء فورا إلى فرنسا هذا الأخير وعندما كان في طريقه للقاء الرئيس الفرنسي طلب حسب لحول عبد الحفيظ لقاء الرئيس هواري بومدين، ولما التقى الرجلان يضيف في مطار الدارالبيضاء سابقا.. هواري بومدين حاليا وخلال فترة الراحة أسر الرئيس المالي للراحل هواري بومدين بأن بومبيدو استدعاه ولا يعرف سبب ذلك فرد عليه المرحوم إذهب وسنرى بعد دالك وتكشف الشهادة الموثقة أنه بعد يومين من الزيارة التى قادت الرئيس المالي إلى فرنسا التقى هذا الأخير مرة أخرى بالراحل هواري بومدين مفصحا له عن محتوى اللقاء الذي جمعه ببومبيدو قائلا له لهواري بومدين بالحرف الواحد والحديث مسجل وموثق : " بومبيدو قال للرئيس المالي... مامعنى علاقتها مع شيوعيي الشمال " قاصدا هواري بومدين بهدا القول: "مامعنى هذه المساجد التى تبنى وعملية نشر اللغة العربية .. أنسيت يا أيها الرئيس أن فرنسا هي التي وضعتك في هذا المنصب وهي قادرة على عزلك منه ... أما صديقك شيوعي الشمال فستسمع عن أخباره خلال 24.ساعة المقبلة ...لأن فرنسا لها أبناؤها المتواجدين في الجزائر ..." هذا كلام رئيس مع رئيس وليس كلام شارع وهو مسجل وموثق حسب السيد لحول الذي أكد في شهادته بأن السلطات الأمنية الجزائرية قد قامت بتحريات سرية فاكتشف المصالح الأمنية المختصة وجود مخطط جهنمي لتصفية الرئيس هواري بومدين بتخطيط خارجي وتنفيد داخلي، المخطط كان يرمي حسبه إلى اغتيال الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين بعد ستة أشهر من لقاء ببومبيدو الفرنسي بالرئيس ا لمالي تعرض هدا الأخير إلى انقلاب عسكري بإيعاز من فرنسا فقد سبق وأن قال ديغول في خطاب له يضيف الشاهد لحول "الجزائر ستنال استقلالها وسنتحاسب بعد 30.سنة " ، وبالفعل بعد المدة التي حددها رئيس فرنسا الاستعمارية ضربتنا هذه الأخيرة في الرمز والقلب ونحن على بعد أيام من الاحتفال بذكرى 30 للاستقلال . بحيث تم اغتيال المجاهد محمد بوضياف. السيد لحلول عبد الحفيظ طيلة مساره المهني عمل كمستشار اقتصادي في كل من وزارة الشباب والرياضة والتعليم ، ومستشار برئاسة الجمهورية في عهد الرئيس بومدين ما بين عامي 1971 وعام 1970 ، وإطار بوزارة الداخلية عام 1974. كما أسندت له إدارة ديوان الترقية العقارية كما عمل بوزارة الصناعة في رطار مشروع بلارة لينتهي مسار ه المهني عام 1986 وكان هدا الأخير قد تتلمذ في البداية بالزاوية الحملاوبة انتقل بعدها إلى معهد إبن باديس ليواصل دارسته بالعاصمة بمدرسة التهذيب العربي أين تبناه الشيخ فضلاء الأب هذا الأخير الذي يعتبر من الشخصيات البارزة سواء في عهد بومدين ومن بعده متحصل على دكتوراه في الاقتصاد المستمد من القرآن الكريم. بعد تولي هواري بومدين مقاليد الحكم خلال عام 1965 تشكلت خلايا لمقاومة الوضع الجديد في هذا الصدد تجمع كل من الأدباء والمثقفين المنتمين آنذاك إلى الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين الذي أعلن رفضه لخطوة تولي هواري بومدين مقاليد السلطة وبهذا الصدد تشكلت منظمة المقاومة الشعبية التى كان على رأسها محمد بودية المدير السابق للمسرح الوطني ومؤسس لأول جريدة مسائية الجزائر المستقلة و مجلة "نوفمبر" وكان كل من محمد حربي وزهوان من بين عناصر ضمن هذه المقاومة التى اخترقتها المخابرات الفرنسية مستعينة بعناصر عميلة وخطيرة وعنصرية معروفة بحقدها الأعمى على الجزائر بهدف خلط الأوراق وإشعال فتيل حرب أهلية و صراعات دموية كتلك التي عانت منها الجزائر في صيف عام 1962و 1963. بعد وصول تقارير سرية إلى الرئيس هواري بومدين، أمر هذا الأخير المرحوم قاصدي مرباح الرئيس السابق لجهاز المخابرات الجزائرية بالتدخل الفوري لوضع حد لنشاط هذه المنظمة حيث أوقف جهاز الأمن العسكري حوالي 60 جزائريا من عملاء جهاز المخابرات الفرنسية المتورطين في القضية في سياق متصل كان جهاز مكافحة الجوسسة الجزائري قد كشف أمر 5 عناصر من "الوسط" الفرنسي تم تجنيدهم من طرف المخابرات الفرنسية لتصفية كل من الرئيس الراحل هواري بومدين، العقيد شابو، قايد أحمد و عبد العزيز بوتفليقة الرئيس الحالي للدولة الجزائرية مقابل 5 ملايين فرنك فرنسي. العناصر الخمسة إلى الجزائر تم توقيفهم من طرف المصلحة الشرطة لقضائية الجهوية هؤلاء كشفوا لمصالح الامن بأنهم يعملون لصالح المقاومة الشعبية الفرع الفرنسي. فرنسا وأجهزتها المخابراتية واصلت مخططاتها الإجرامية ضد الجزائر التى تتوقف لحد اليوم هذه الأخيرة كانت قبل أيام من افتتاح المؤتمر الثاني الآفرو أسياوي الذي احتضنه نادي الصنوبرعام 1972، قد أوكلت لأحد عناصرها بالجزائر، الذي كان يعمل تحت غطاء مهندس مهمة تخريب شبكة الغاز بالمقهى المخصص للصحفيين، ولحسن الحظ وقع الانفجار قبل وصول الوفود المشاركة و الصحفيين. كما قامت بنشر عملة جزائرية مزورة من بينها القضية الشهيرة التي تورط فيها عون المخابرات الفرنسية المدعو داريا داريزي الذي انكشف أمره وهو على وشك نشر الملايير من عملة الدينار المزيفة. بالإضافة الى قضية الانفجارات التي وقعت في الجزائر خلال سنوات السبعينات كتفجير مقر جريدة المجاهد، وعدة ممثليات ديبلوماسية جزائرية بفرنسا وبلجيكا.كانت وراءها أيدي فرنسية بحتة كرست المخابرات الفرنسية مند الاستقلال كل جهودها في زرع الجهوية و التفرقة بين الجزائريين فوضعت خططا عديدة لبلوغ هذا الهدف حيث كانت خلال حرب التحرير قد كونت جيش جهوي من عناصر تنتمي إلى منطقة الصحراء الجزائرية يستمد نشاطه من تعليمات الحكومة الفرنسية محاولا منها استغلاله إعلاميا عاى أنه هو جيش التحرير الذي يحارب من أجل انفصال منطقة الصحراء عن الشمال . ولتجسيد هذا الخطة اتصلت المخابرات الفرنسية بأحد أعوانها المسمى بلكبير لتنصيبه كزعيم لهذا الجيش وليكون هو المؤهل للتفاوض مع السلطة الفرنسية ولما وصلت هده المعلومات الى المجاهد بودة عبد الرحمان وضع هدا الأخير خطة انتحارية مكنته من القضاء على العميل بلكبير الذي كان يقيم بالمغرب . قي هدا السياق كانت مخابرات فرنسة الاستعمارية قد شكلت "قوة قبائلية" ما بين 1955 و 1956 لمحاربة جيش التحرير الوطني ، عناصر هذا الجيش العميل كانوا من مناطق عزازقة، عين الحمام ، بلدية معاتقة، وتيقيزرت البحرية، تحت قيادة المدعو الطاهر حشيش حيث تصدى كريم بلقاسم والعقيد محمدي السعيد لهذه المؤامرة التى تولى تنفيدها الوالي العام سوستال،العملية التى سميت بالعصفور الأزرق مكنت جيش تحرير من الحصول على أسلحة ودخيرة بعد أن جند مجاهدين اخترقوا جهاز المخابرات الفرنسية التى كان من ضمن عناصرها المدعو جون سارفيي اسم تردد كثيرا في السبعينيات والثمانبنيات فيما يخصص العمليات تبنتها د.ج.اس ضد الجزائر . جامعة مونبيلي قاعدة لتحريض منطقة القبائل على الانفصال استغل المدعو جون سارفيي العضو السابق في جهاز المخابرات الفرنسية منصبه كرئيس قسم العلوم الاجتماعية في جامعة مونبيليي لتكريس مخطط زعزعة منطقة القبائل ومن أجل ذلك وضع تسهيلات سخية تتمثل في الإقامة والمنحة و التأطير لكل طالب يتعلق بحثه بالقضية البربرية في حين يقوم بتعطيل أي بحث متعلق بارتباط الجزائر بالمقومات العربية والإسلامية مما حتم على الكثير من الطلاب الجزائريين تغيير الاختصاص أو تغيير موضوع البحث. و لم يكن هدف جون سارفيي" وأعوانه تطوير الثقافة الأمازيغية بل تحقيق السيادة للثقافة اللاتينية بأساليب فرانكوفولية التي خططت لها الأمانة العامة للدفاع الفرنسي تحت إشراف فرانسوا متيران بتاريخ 02/06/1986 في ملف سري تحت رقم 5021 في هذا الإطار عاد محند أعراب إلى فرنسا التى طرد منها نحو بريطانيا عام 1978 هذا الأخير كان مناضلا في صفوف حزب الشعب الجزائري ثم ضابطا في صفوف جيش التحرير الوطني وبعد اختلافه مع السلطة في الجزائر أسس الأكاديمية البربرية سنة 1966 التى كانت فرنسا مقرا لها مستعينا بالمناضلين والباحثين في مجال الأمازيغية البربرية، خطاء استعملته المخابرات الفرنسية لتجنيد عملاء لها في منطقة القبائل من أجل التمهيد لمخطط الانفصال تحت المضلة الفرنسية الى تبنت قانون حماية الأقليات في مناقشات الأممالمتحدة التى صادقت عليه هده الأخيرة مما جعل المنطقة مستهدفة حيث سخرت كل الوسائل والإمكانية لجعلها تتمرد على السلطة لعد أن انتشرت بها فرق مختصة في التبشير المسيحي ،وكانت مصالح الأمن الجزائرية قد اكتشفت مناشير إسرائيلية خلال مظاهرات العروش لعام 2001 تحرض على العنف والانفصال مما يؤكد أن الدولة الإسرائيلة لم تكن بعيدة عن مايحدث للجزائر من أزمات أمنية واجتماعية نظرا لموقف هذه الأخيرة من القضية الفلسطينية التى تدعمها الجزائر.