كشف الخبيران الأمريكيان توماس ريد ووداني ستيلمان في الأبحاث النووية أن إسرائيل كانت شريكة فرنسا في إجراء تجربتها النووية الأولى بصحراء الجزائر سنة 1960 التي أودت بحياة الكثير من الجزائريين والذين مايزالوا يعانون من آثار هذه التجارب لحد الآن، حيث أكد الخبيران أنها هذه التجارب كانت تعتبر مؤشراً واضحا إلى دخول فرنسا النادي النووي بمشاركة عملائها الاسرائليين التي ما لبثت أن تقاسمت تكنولوجيا القنبلة النووية معها، حيث كانت تربطهما علاقات متعددة ومعقدة، ويضيف ريد وستيلمان أن عشرات العلماء الإسرائيليين كانوا سنة 1959 يراقبون ويشاركون في النشاطات والأبحاث النووية التي كانت تطلقها فرنسا في حقولها التجريبية. سعاد.بولقرون تساءل العديد من المؤرخون العرب وخاصة الجزائريين منهم عن الفاعل الرئيسي الذي ضرب الجزائر بالقنبلة النووية في صحراء الجزائر وعلى وجه الخصوص في منطقة رقان، فالكثير من الجزائريين يتذكرون هذه الحادثة، أين قامت فرنسا في يوم 13 فيفري من سنة 1960 بتفجير قنبلة نووية بالقرب من "رقان" يقال أنها تعادل في قوتها ثلاث مرات قوة القنبلة النووية التي رمى بها الأمريكان على مدينة هيروشيما، وقد تبعت هذه العملية بعمليات أخرى في الصحراء الجزائرية سواء كانت تجارب داخل باطن الأرض أو خارجها، معرضة بذلك حياة وصحة كل مخلوق في الصحراء إلى خطر أكيد. حيث أكد مؤلفا كتاب من المقرر أن يصدر مطلع السنة الجديدة في واشنطن بعنوان "القطار النووي السريع.. التاريخ السياسي للقنبلة الذرية ووسائل انتشارها".. ، توماس ريد وزير البحرية السابق والذي سبق له العمل في مختبر "ليفرمور" للأسلحة في ولاية كاليفورنيا، وداني ستيلمان مدير الاستخبارات السابق في مختبر "سان ألاموس" للأبحاث النووية والذي قام بزيارات متكررة للمختبرات النووية في كل من الصين والاتحاد السوفيتي وبعد انهيار روسيا، أن الهدف من الكتاب هو تبيان أهمية الجواسيس وكذلك العلماء مزدوجي الولاء، بالإضافة إلى ذكاء بعض المسؤولين وغباء بعضهم الآخر في ما يتعلق بانتشار وتناقل المعلومات النووية وفي فصل خصصه المؤلفان في كتابهم للحديث عن تجربة فرنسا وإسرائيل في المفاعل النووية، أجابا فيه عن السؤال الذي لطالما أثقل كاهل المؤرخون والباحثين في هذا المجال، بالقول أن فرنسا تمكنت من اختراق أسوار وأسرار مختبر "سان ألاموس" أين تم صنع القنبلة الذرية من طرف العالم الأمريكي أوبنهايمر، وذلك باستمالة بعض الجواسيس الاسرائليين العاملين السابقين في المختبر، الذين مالبثوا أن نقلوا تكنولوجيا القنبلة النووية مع فرنسا التي تربطمها علاقات متعددة ومعقدة، ويضيف الخبيران في الأبحاث النووية أن عشرات العلماء الإسرائيليين كانوا سنة 1959 يراقبون ويشاركون في النشاطات والأبحاث النووية الفرنسية. ويشير الكتاب في هذا الصدد إلى أسماء إسرائيلية بارزة جداً ومنها أيسادور راباي العالم الأميركي اليهودي الحاصل على جائزة نوبل والذي عمل لفترة طويلة في"مشروع مانهاتن"، وهو الاسم الذي أطلق على أبحاث صناعة القنبلة الذرية الأولى خلال الحرب العالمية الثانية، قبل أن ينتقل إلى إسرائيل عقب إنشائها مباشرة وأصبح عضواً في مجلس حكام "معهد وايزمن" حيث ولدت وتبلورت الأبحاث والمشروعات الذرية للدولة اليهودية في أواخر الخمسينات من القرن الماضي، وقد وصل التعاون السري حدوداً تتجاوز تقديم المساعدات التكنولوجية، أين شارك في إجراء فرنسا لتجربتها النووية الأولى في الصحراء الجزائرية أوائل 1960، والتي راح ضحيتها العديد من الجزائريين بالإضافة إلى الآثار التي تركتها لحد الآن والتي يعاني منها آلاف من الجزائريين، كما اعتبر توماس ووداني أن هذه التجربة تعد مؤشراً حقيقيا إلى دخول فرنسا وإسرائيل معاً إلى النادي النووي، ويتحدث المؤلفان عن كيفية إغماض واشنطن لكافة عيون جواسيسها عن النشاطات النووية لإسرائيل التي تمكنت في خريف 1966 من انجاز تفجير غير نووي على عمق 2600 قدم تحت سطح صحراء "النقب" في جنوبفلسطين، وفي العام التالي مباشرة تمكنت إسرائيل من إتمام بناء أولى قنابلها الذرية،كما. وفي هذا الشأن حذر مؤلفان بدورهما من أنه ما لم تتم الاستفادة من تجارب الماضي، ومن ثم اتخاذ خطوات حازمة لمنع الانتشار النووي، فان العالم سوف يواجه كارثة أشد ويشهد نهاية قطار البشرية.