في زيارة تعد الأولى من نوعها، منذ توليه العرش عام 2005. وصل العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيزأمس إلى سوريا، إذ كانت العلاقات بين دمشقوالرياض شهدت تدهورا لا سيما بعد غزو القوات الأمريكية للعراق في عام 2003، حيث انتقدت سوريا وقوف الرياض إلى جانب الولاياتالمتحدة، كما أن اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في 2005 ساهم في تصاعد حدة التوتر بين البلدين بسبب اتهام سوريا بالضلوع في اغتيال الحريري . ويرى المحللون السياسيون أن زيارة الملك السعودي لسوريا، تأتي من أجل وضع السعودية الكرة في ملعب سوريا، خاصة في ظل التوتر الذي تشهده العلاقات بين البلدين حيث أنه رغم الخلافات العميقة بين مصر والسعودية من جهة وسوريا من جهة أخرى إلا أن السعودية الممثلة بالملك عبد الله، تجاهلت هذه الخلافات، محاولة طي صفحة الماضي و فتح صفحة جديدة . والخلافات التي ظهرت بين البلدين وبشكل واضح ، كانت مع اغتيال الحريري، من خلال توريط سوريا بالوقوف وراء مقتل الحريري، وهي ليست القضية الوحيدة التي كانت سببا في الخلاف، بل هناك قضية أخرى جوهرية والتي تعتبر لب الخلاف، هي إيران وتحالف سوريا، الدولتان اللتان تقفان وراء دعم حزب الله في لبنان، وكذا دعم المقاومة الإسلامية في فلسطين، وهذا معناه حسب ما يراه المحللون السياسيون أن السعودية باعتبارها دولة مجاورة في المنطقة، فضلا عن أنها أكبر حليف للولايات المتحدة، لن تسمح لإيران ومعها سوريا بالتصرف في القضية الفلسطينية واللبنانية، و ذلك من أجل الحفاظ على مصالحها في المنطقة . كما يرى المراقبون الدوليون أن السعودية، كانت سباقة للتقارب مع سوريا، فالسعودية تسعى وبقوة لإصلاح هذه العلاقة التي شهدت توترا لمدة طويلة، وذلك بعدما رأت أن مقاطعة سوريا لن يجدي نفعا ولن يغير من الأمر في شيء، وهو التقارب الذي يعتبر خطوة تغيير كبيرة في العلاقات العربية السياسية، بعدما تنازلت الرياض عن كبريائها السياسي. تقارب السعودية من سوريا، الهدف منه حسب ما يراه المحللون السياسيون هو قطع الطريق على إيران من جهة وإحراج سوريا أو إرغامها بطريقة " دبلوماسية لينة " على العودة للصف العربي"محور الاعتدال " كي تقوي جبهته في المنطقة وإبعادها من محور الممانعة، خاصة بعد المخاوف التي أثيرت حول التحالف التركي الإيراني والسوري، الذي أضحى هاجسا يقلق محور الاعتدال وكذا الدول الغربية، على رأسهم الولاياتالمتحدة .