آخر المستجدات والاستعدادات بشأن المباراة الفاصلة المقررة، يوم غدا، بملعب العاصمة أم درمان بين المنتخبين الجزائري ونظيره المصري الخاصة بالتصفيات المزدوجة لكأسي العالم وإفريقيا 2010، تؤكد أن الأمور تسير في الاتجاه الجيد، بما أن المنتخب الوطني الجزائري يجري تحضيراته في جو رائع بفعل الإجراءات الأمنية التي وفرتها الدولة السودانية، سواء للعناصر الوطنية أو حتى للمشجعين من أنصار المنتخب، الذين بدأوا في الوصول إلى العاصمة الخرطوم منذ الساعات الأولى لصبيحة أمس الاثنين عبر رحالات تابعة للخطوط الجوية الجزائرية، والتي بلغ عددها حين كتابة هذه الأسطر إلى عشر رحالات، في انتظار 20 رحلة أخرى ستأخذ مسارها نحو مطار العاصمة الخرطوم في الساعات المقبلة التي تسبق المباراة المنتظر إجراؤها غدا في حدود الساعة السادسة مساء. أخبار المنتخب من داخل المعسكر الذي يقيمه هناك منذ، عشية يوم الأحد، بعد وصول الفريق قادما من القاهرة، تؤكد أن لاعبي المنتخب على أتم الاستعداد للخروج من ملحمة الخرطوم ومعهم ورقة التأهل التي ستفتح الطريق نحو بلاد مانديلا، فبوڤرة قال "لن نستسلم وسنكافح إلى غاية آخر زمن من المباراة، وسنعود بالتأهل مهما كلفنا ذلك. الفوز والتأهل أصبح مسألة شرف بعد الذي حدث في القاهرة"، فيما عبّر العديد من رفقاء مدافع "الخضر" أن الفوز سيكون من نصيب أبناء الصحراء الذين تأثروا كثيرا بما حدث لهم في القاهرة قبل أثناء وبعد مباراة السبت الماضي، حيث أكدوا لنا أن ذلك سيزيد من قوتهم وعزمهم الكبير على العودة بالتأهل من الخرطوم، غدا الأربعاء، كيف ما كان الحال. من جهتهم، الأنصار المتواجدون في الخرطوم منذ الساعات الأولى لنهار أمس، رددوا عبارات مختلفة مساندة لأبناء المدرب رابح سعدان وكذا لاعبيه، وأخرى تنديدا لما حدث في القاهرة لأنصار المنتخب الوطني. والشعار الذي تفاجأ له كل من كان في الخرطوم هو: "البحر من أمامكم وجيوش الجزائر من ورائكم"، إشارة إلى البحر الأحمر وأنصار "الخضر"، وهو خلق نوعا من التخوف لدى السلطات المصرية التي تخشى حدوث انزلاقات خطيرة في الخرطوم بمناسبة تنقل أنصار منتخبها إلى هناك، لأن الأعداد ستكون كبيرة جدا من الطرفين، الجزائري والمصري، وأن الأحداث التي شهدتها القاهرة فجرت الوضع وبعثت بالشباب الجزائري إلى القضاء على كل ما هو مصري على الأراضي الجزائرية، من الاعتداء على مقرات "جازي" ومحلات المصريين القاطنين بالجزائر. هذه الانزلاقات التي خلّفتها أحداث السبت الأسود، قد تدفع بالمصريين إلى التراجع عن التنقل إلى الخرطوم بالأعداد التي كانت متوقعة من قبل. المدرب الوطني رابح سعدان، من جهته، أكد من الخرطوم أن الفوز لن يكون إلا جزائريا، لأن المباراة التي لعبت في القاهرة لم تكشف الوجه الحقيقي للمنتخب الوطني بعد الظروف التي سبقت المواجهة، ولذا فالمنتخب على أتم الاستعداد لخوض مباراة قوية وصعبة، لكن ثقته كبيرة في لاعبيه الذين سيرفعون التحدي من دون أدنى شك.