يعيش سكان حي النصاح بولاية تيبازة ظروفا أقل مايقال أنها بالمزيرية والكارثية بالنظر لتدهور الإطار المعيشي من جهة وتلوث المحيط العمراني من جهة أخرى جراء الروائح الكريهة المنبعثة من اسطبلات المواشي ومداجن الدجاج والتي نغصت كثيرا حياة السكان وحولتها الى جحيم ناهيك عن الذباب والباعوض الذي يتكاثر بفضاعة ليغزو البيوت ويفتك بأجساد الاطفال. يشتكي سكان حي بن النصاح التابع لبلدية الحطاطبة بولاية تيبازة من انبعاث الروائح الكريهة والحادة التي تسببت فيها التربية العشوائية للمواشي والدواجن فمن خلال المعاينة الميدانية لجريدة" الأمة العربية" ، سجلنا الممارسة العشوائية لنشاط تربية المواشي والدواجن بحيث لا يكترث مربو المواشي والدواجن بتاتا لمقتضيات الضرورة الصحية والبيئية فالإسطبلات والمداجن تتوسط السكنات وتنبعث منها روائح لا تطاق، تسد الأنفاس ما أرق كثيرا عائلات الحي وحول حياتها الى جحيم لا يطاق، وفي هذا الصدد يذكر السكان أن حدة الروائح أضحت تقاسمهم حتى غرفهم وبيوتهم الأمر الذي تسبب في ظهور أمراض تنفسية خطيرة باتت تهدد سلامتهم الصحية، أما الذباب والباعوض فينتشر بفضاعة بعدما وجد في فضلات الدواب والدجاج بيئة ملائمة ليتكاثر ويفتك بأجساد الأطفال الذين تعرض العديد منهم إلى أمراض وبائية خطيرة وفي ذات السياق يناشد اهالي الحي السلطات المحلية التي- حسبما يقولون لا تكترث بتاتا لوجودهم وقد تغاضت عنهم كليا- بالتحرك الجاد لأجل تهيئة مسلك الطريق المؤدي إلى حييهم والذي يتواجد في وضع يرثى له جراء الحفر العميقة التي تتحول أيام التساقط إلى ما يشبه المستنقعات ما يتسبب في شل وعرقلة حركة السير، حيث يجد بالخصوص المتمدرسون متاعب جمة للالتحاق بمدارسهم ما يظطر بهم في كثير من الأحيان إلى التغيب عن مقاعد الدراسة والبقاء ببيوتهم وذلك خشية من مخاطر السبول العارمة والمكثفة التي قد تكتسحهم وتجرفهم وفي هذا الصدد صرح لنا السكان أنهم قاموا بتهيئة الطريق لكن أعمال الحفر التي خصت ربط السكانات بالماء الشروب تسببت في تحفره وتدهوره ورغم الشكاوي التي بعثوا بها إلى ذات السلطات إلا أنها لم تلق الاستجابة المطلوبة ولم تفلح جميع تحركاتهم مع الأسف إلى جديد. وفي شق آخر يواجه الشباب حياة روتينية وقاسية، فرضتها البطالة التي استفحلت بشكل رهيب بهاته البقعة ويقر جميع الشباب الذين تحدثوا إلى جريدة" الأمة العربية" أن هم منسيون، طالهم التهميش والإقصاء فلم يحضوا بحقوقهم المشروعة في التشغيل كباقي الجزائريين فلا أحد استفاد من محلات تشغيل الشباب لكن ما زاد في تعقيد حياتهم العزلة وحدة الروتين اليومي الذي ضيق عليهم الخناق نظرا للانعدام الكلي لمرافق الترفيه والتسلية التي يشغلون بها أوقات فراغهم فحتى ملعبا لكرة القدم حرموا منه ليظطر اغلبهم إلى التوجه نحوبلدية الحطاطبة لقضاء وقت فراغهم المضجر ونحن نشد رحالنا لنغادر الحي، ألح علينا أطفال تبدوعلى وجوههم تقاسيم الحرمان والبؤس بأن نمرر نداءهم عبر جريدة" الأمة العربية" الى أعلى المسؤولين المحليين علهم يرأفوا بهؤولاء الأبرياء ويشييدوا لهم ملعبا يمارسون به هوايتهم المفضلة بعدما لم يجدوا أمامهم إلا المزابل فظاء لهم للعب والمرح.