في مفاجأة من العيار الثقيل، كشفت بعض التقارير الإعلامية الغربية، أن الدبلوماسي الإسرائيلي يتسحاق ليفانون والذي رشحته وزارة الخارجية الإسرائيلية ليكون سفير دولة الاحتلال الجديد لدى مصر، خلفاً للسفير شالوم كوهين الذي شغل هذا المنصب على مدى 4 سنوات، كان وراء هزيمة المرشح المصري فاروق حسني لمنصب رئاسة منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو" والذي كان الأقرب له حتى الجولة الأخيرة، عندما خسر أمام المرشحة البلغارية إيرينا بوكوفا. وذكرت التقارير أنه على الأرجح، فإن تسريب قرار الخارجية الإسرائيلية لقرار تعيين ليفانون، جاء بعد موافقة الحكومة المصرية، حيث لا يحق للخارجية الإسرائيلية حسب البروتوكولات الدولية المتبعة في حالات كهذه أن تعلن عن اسم السفير قبل الحصول على موافقة الدولة المنتدب للعمل فيها. وقد أثار موافقة الحكومة المصرية على تعيين ليفانون، عدة تساؤلات، لاسيما وأن السفير الإسرائيلي يعتبر من أبرز المخططين لهزيمة وزير الثقافة المصري فاروق حسني في معركة اليونسكو الأخيرة، حيث يمتلك باعاً فكرياً وثقافياً كبيراً في التعامل مع المنظمة الدولية وعمل سنوات بها. كما كان ليفانون من أبرز المنتقدين لحسني وقت ترأس الوفد الإسرائيلي إلى المنظمة، خاصة مع جمود العلاقات الفكرية والثقافية بين تل أبيب والقاهرة، حيث يرتبط بعلاقات وثيقة في اليونسكو أهلته للتواصل مع العديد من المندوبين وتفويت الفرصة على حسني، حسبما اعترفت التقارير الصحفية في إسرائيل. وكان حسني قد صرح عقب خسارته، إن ما حدث في انتخابات اليونسكو والتي أجريت في شهر سبتمبر الماضي، كان "خيانة ومؤامرة دنيئة، شارك فيها عدد كبير من دول الشمال التي لم تقبل بفوز مرشح من الجنوب"، مشيرا إلى أن العالم "صدم عقب نتيجة الجولة الأولى من الانتخابات التي يظهر فيها القدر الحقيقي للمرشح، قبل بدء المساومات". واعتبر وزير الثقافة المصري، أن قضية تهويد القدس وموقفه منها، كان أحد الأسباب التي دفعت إلى قيام اللوبي اليهودي بشن معركة إعلامية وسياسية كبرى ضد ترشيحه لهذا المنصب، مؤكدا حدوث خيانة خلال جولة التصويت الأخيرة بعد انسحاب دولتين من تأييده. وأكد حسني بأن اللعبة اليهودية داخل أمريكا والدول الكبري التي يحلو لها أن تتشدق دائما بالديمقراطية والشفافية والتسامح الإنساني، كان لها دور بارز في إنجاح المرشحة البلغارية، مشيرا إلى أن ما واجهه في هذه الانتخابات يعد بمثابة "مؤامرة" من جانب هذه الدول وبعض دول الجنوب التي منحت صوتين من الأصوات التي تم الحصول عليها في الجولة الرابعة إلى المرشحة البلغارية.