أي قبل الموعد الانتخابي الذي سيحدد فيه اسم الجالس الجديد على كرسي اليونسكو، وهو المنصب الذي تفرغ وزير الثقافة المصري فاروق حسني، في الأشهر الأخيرة لحشد التأييد العربي والعالمي من أجل الظفر به. إلى درجة الدخول في مساومات دبلوماسية مع المنافسة المغربية "السابقة"، أساسها أن يساند الطرف المصري موقف المملكة من قضيّة الصحراء الغربيّة ضد الموقف الجزائري، مقابل أن يتنازل الطرف المغربي على الترشّح للمنصب الدولي في المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم، للمرشح المصري. عودة على بدء، ووفق مصادر إعلامية مصرية، يحاول وزير الثقافة المصري فاروق حسني، الوصول إلى منصب اليونسكو عبر إرضاء إسرائيل بعقد صفقة إنشاء المعبد اليهودي بالقاهرة. ولم تكن هذه المرة الأولى التي تطالب فيها إسرائيل بإنشاء دور ومبانٍ يهودية بمصر من فاروق حسنى، فكانت هناك عدة محاولات لها للضغط عليه لإنشاء متحف للآثار اليهودية في مصر، وذلك منذ عام 1999. وتقوم وزارة الثقافة المصرية في هذه الأيام، بالتعاون مع المجلس الأعلى للآثار على إحياء الآثار اليهودية بمصر وترميمها بواسطة المجلس الأعلى للآثار بمشاركة المركز الثقافي الإسرائيلي والطائفة اليهودية في مصر، كرد فعل لتهدئة الحملات الإسرائيلية ضد ترشيح فاروق حسني لمنصب "اليونسكو". وهي الحملة التي اشتدت حركتها بعد كافة المؤشرات الايجابية التي تشير إلى اقتراب مصر من فرص الفوز برئاسة المنظمة الدولية استنادا إلى الموافقات المبدئية التي أبدتها بعض الدول العربية والأجنبية على ترشيح حسني، فضلاً عن أن حيثيات هذا الاقتراب يرجع إلى عدم ترشيح دول أمريكا الجنوبية حتى الآن لمرشح لها. الجديد في الأمر أيضا، أن مصادر دبلوماسية بمنظمة اليونسكو الدولية، كشفت قبل أيام أن وفد مملكة كمبوديا بالمنظمة الدولية قرر سحب ترشيح المملكة للسفير الجزائري محمد بجاوى، الذي قرر خوض الانتخابات على منصب مدير عام اليونسكو، كرد فعل على قرار المسؤولين الجزائريين دعم ترشح وزير الثقافة المصري.. حيث قام وفد مملكة كمبوديا بالمنظمة الدولية، بتعميم مذكرة بهذا الشأن لكافة الوفود بالمنظمة باعتبار مذكرة الترشيح التي تقدمت بها كمبوديا بتاريخ 10 فيقري الماضى "مُلغاة". وقالت المصادر الدبلوماسية ذاتها، إن ملابسات وأسباب سحب الترشيح كانت مفاجئة للجميع، حيث اتضح أن ملك كمبوديا، لم يكن على دراية بتقديم بلاده بترشيح بجاوى، ولم يتقدم أبدا بمثل هذا الطلب، وأن سفير كمبوديا لدى اليونسكو، قدم الترشيح بشكل منفرد ودون التشاور مع ملك كمبوديا وبناء على إلحاح وطلب من بجاوى نفسه. يذكر، أن انتخابات منصب المدير العام لمنظمة اليونسكو, ستجري بالمجلس التنفيذي والمؤتمر العام للمنظمة في أكتوبر المقبل، وأن كثيرا من المتابعين للقضية يرجّحون فوز حسني، الذي نجح إلى حد الآن، في إبعاد جميع العثرات التي كانت تسد طريقه نحو المنصب الدولي.