اللقاء التاريخي الذي جمع أول أمس سعد الحريري بالرئيس السوري بشار الأسد، من خلال الزيارة التي قام بها الحريري، والتي تعد الأولى من نوعها بعد قطيعة دامت أكثر من خمس سنوات، بسبب اتهام سوريا بالوقوف وراء عملية اغتيال والد رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري عام 2005 . له انعكاسات إيجابية، تتمثل أساسا في أن دمشق غير متورطة في مقتل الحريري . زيارة الحريري لدمشق، تعتبر صفعة قوية لميليس الرئيس السابق للجنة التحقيق الدولية في الجريمة، هذا الأخير الذي سعى لتوريط سوريا، في اغتيال الحريري، مستبقا بذلك نتائج التحقيقات. وذلك بإيعاز من إسرائيل والولايات المتحدة، الأمر الذي يبين أن من يقف وراء مقتل الحريري هي إسرائيل، لا سيما بعد كشف وسائل إعلامية إسرائيلية، مؤخرا، أن ضابط بالمخابرات العسكرية الإسرائيلية، اعترف بأن "الموساد" وراء ارتكاب جريمة اغتيال رفيق الحريري، مشيراً إلى أن قتله أدى الى فرض أجندات أمريكية وإسرائيلية في لبنان . كما أن التقارير الإعلامية الإسرائيلية، كشفت أن رئيس الورزاء الإسرائيلى الأسبق إرييل شارون، أكد بعد اغتيال رفيق الحريرى أن الوضع في لبنان تحت السيطرة وأن إسرائيل فتحت قنوات اتصال متميزة مع العديد من الأطراف سواء في لبنان أوخارجها ممن لها الصلة والقدرة على التحرك في لبنان لوضع حد للتواجد السوري هناك. فضلا عن أن جريمة مقتل الحريري تمت بوسائل جد متطورة، وهده التقنيات الحديثة موجودة فقد عند الموساد والاستخبارات الأمريكية، الأمر الذي يبين جليا أن سوريا غير ضالعة في مقتل الحريري . وقد استبقت زيارة الحريري إلى سوريا، زيارة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي التقى مع الرئيس السوري بشار الأسد في شهر أكتوبر الماضي، في زيارة رسمية لسوريا تعتبر الأولى من نوعها، بعد تدهور في العلاقات بين البلدين، عقب اغتيال رفيق الحريري سنة 2005، وهي الزيارة التي انعكست بشكل إيجابي على الوضع العربي بشكل عام، حيث ظهرت بوادره في ولادة الحكومة اللبنانية الجديدة في شهر نوفمبر الماضي بعد تعثر شهدته الحكومة في كل مرة. لتقر بعدها هذه الحكومة الجديدة، التي يرأسها سعد الحريري، بيانها الوزاري الذي يعترف بشرعية المقاومة وسلاح حزب الله للدفاع عن أرض لبنان ضد أي هجوم إسرائيلي. وهوالأمر الذي رأت فيه إسرائيل تهديدا لأمنها، حيث لوحت عدة مرات بأنها ستلجأ إلى القوة العسكرية وأنها ستضرب كامل لبنان في حال ما تعرضت لهجوم . وعليه فالبيان الوزاري اللبناني، كان ثمرة للتقارب السوري السعودي من خلال حسم قضية سلاح المقاومة التي كانت في السنوات الأخيرة مصدرا للصراعات بين فريقي 14 و8 مارس، ليعلن في الأخير سعد الحريري في البرلمان اللبناني بعد نيل حكومته الثقة في 10 ديسمبر، أنه يتطلع إلى علاقات لبنانية سورية تفرضها الروابط الأخوية والمصالح المشتركة بين البلدين .