أنهى أول أمس المنتخب الوطني فترة التربّص الأولى بمركز "لوكاستولي" بمدينة تولون الفرنسية، وهي الفترة التي حضرها عشرون لاعبا ولم يشارك فيها مع المجموعة سوى 17 لاعبا كون الثلاثي صايفي ومغني وعنتر يحيى لايزال مصابا. وأنهى لاعبو المنتخب الوطني آخر حصة تدريبية على أن يعودوا مساء الفاتح جانفي المقبل، للشروع في التدريبات في الثاني من ذات الشهر مع تغيير مكان إجراء التدريبات المقرر أن تقام بملعبي "أوبان" و"جونينيوس". وركّز المدرّب الوطني مرة أخرى، على الجانب المعنوي، فكان يتحدث كثيرا إلى اللاّعبين محاولا التقليل من حدّة الضغط عليهم، وطالبهم بضرورة تفادي الغرور، وبأن التأهّل إلى المونديال لا يجعل منهم بأي شكل من إشكال منتخبا مرشّحا لنيل اللّقب القاري. وبدا واضحا، خلال الحصص التدريبية للاعبي المنتخب الوطني بأن الروح المعنوية للاّعبين عالية جدّا، والجميع ينتظر اكتمال المجموعة بعودة المصابين واللاّعبين المتخلّفين بسبب ارتباطاتهم مع أنديتهم، حيث سيشرع رابح سعدان في مرحلة الجد في الشطر الثاني من التربّص. ومن المقرّر أن يغادر المنتخب الوطني البارحة الإقامة، بعدما انتهى من الفترة الأولى مثلما كان مبرمجا من قبل، حيث يستفيد اللاّعبون من راحة مدّتها ثلاثة أيام، وهي الفترة التي تتزامن مع رأس السنة الميلادية الجديدة، وأشعر المدرّب رابح سعدان لاعبيه ضرورة المبيت بالمركز قبل مغادرتهم البارحة، كون الاتحادية الجزائرية قامت بتأمينهم لمدة يومين خارج المركز، ويتعلّق الأمر ب30 و31 ديسمبر الجاري. ومن المقرر أن يضبط المدرّب الوطني رابح سدان قائمة 23 لاعبا الرسمية، بإضافة قائمة اللاّعبين الاحتياطيين وعددهم أربعة لاعبين، لتقديمها إلى الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، التي ستقوم بدورها بإرسالها إلى الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم نهاية الشهر، وهوآخر أجل لتقديم قوائم لاعبي المنتخبات المشاركة في نهائيات كأس أمم إفريقيا. وترك سعدان الانطباع بأنه لن يغيّر أي لاعب، وسيحتفظ بكل عناصر الفريق المتواجدين في التربص الحالي. وعلى هامش التدريبات، سمح، المدرّب الوطني رابح سعدان لأنصار المنتخب الوطني المتواجدين بفرنسا بالاقتراب من مكان إقامة "الخضر" بتولون، حيث تجمع عشرات الجزائريين من المغتربين، حاملين الرايات الوطنية بمركز "لوكاستولي"، وهتفوا طويلا بحياة اللاّعبين والمدرب سعدان والجزائر، ودوّت "وان ثوثري فيفا لالجيري" بالقرب من المركز، ما جعل المدرّب الوطني ينزل من غرفته مصحوبا بمساعده جلّول واللاّعب مطمور لتحيتهم. وتبادل المدرّب الوطني أطراف الحديث مع الأنصار، الذين شكروه على الإنجاز الذي حقّقه المنتخب تحت إشرافه، ووعدهم ببذل مجهودات كبيرة حتى يكون المنتخب عند حسن ظنهم في دورة أنغولا. من جانب آخر، لا يزال لاعب وسط نادي لازيوروما الإيطالي مراد مغني يخضع للعلاج المكثّف، بسبب الإصابة التي يعاني منها، وعلى الرغم من حديث البعض عن عدم إمكانية جاهزية مراد مغني لموعد نهائيات كأس أمم إفريقيا المقبلة، إلاّ أن المدرّب رابح سعدان رفض شطب اسم اللاّعب من القائمة، وفضّل الاحتفاظ به وجعله ضمن التشكيلة التي ستتنقّل إلى أنغولا. وعلمنا أن مصير مشاركة مغني في دورة أنغولا مرتبط بقرار الطبيب، حيث سيتم الحسم في ذلك يوم 7 جانفي، تاريخ تنقّل "الخضر"، وإذا كان مغني قادرا على المشاركة فسيلعب المقابلات، وإلا سيتم الاستنجاد بلاعب ماينز الألماني عمري شادلي في آخر لحظة، مع الاحتفاظ بمغني ضمن الوفد المتنقّل إلى أنغولا. ويواصل المدافع عنتر يحيى إجراء حصص تقوية العضلات إلى جانب تمارين خفيفة بمفرده، حيث من المقرر أن ينضمّ عنتر يحيى إلى المجموعة خلال النصف الثاني من التربّص، حيث نصحه الطبيب بعدم إجهاد نفسه، حتى يتعافى كليا من الإصابة التي يشكومنها، خاصة وأن طبيب نادي بوخوم الألماني يحرص على أن يطبّق يحيى البرنامج العلاجي المسطّر. ومن جهته، فضّل اللاّعب رفيق صايفي قضاء فترة الراحة لمدة يومين، التي منحها الطاقم الفني لعناصر "الخضر" بالجزائر بالقرب من عائلته. ويكون صايفي قد وصل أمس الأربعاء إلى الجزائر العاصمة، وسيعود مساء الفاتح جانفي، وعلمنا بأن إصابة صايفي لا تدعو للقلق، حسب طبيب المنتخب الوطني الذي أكد بأنه يحتاج فقط إلى الراحة، وسيكون جاهزا خلال النصف الثاني من فترة التربّص. وفي المقابل، أكد عمري شادلي لاعب وسط ميدان نادي ماينز الألماني من الدرجة الأولى أن يتقبّل أي قرار يتخذه بشأن المدرّب الوطني رابح سعدان. وقال شادلي يوم الثلاثاء الماضي، في ندوة صحفية عقدها بوهران، باقتراح من صديقه المغنّي الشاب طريق، بأن يثق في خيارات سعدان "حتّى لوقدّر بأنه لا يحتاج إلى خدماتي في الوقت الحالي، لأنني أعتبر نفسي تحت تصرّف المدرّب الوطني في أي وقت شاء، وإذا قرر توجيه الدعوة لي مستقبلا للمشاركة في المباريات الودية فسأكون جاهزا وحاضرا دائما." وأضاف شادلي بأنه جاهز أيضا لو أراد سعدان الاستنجاد به في آخر لحظة للمشاركة في كأس أمم إفريقيا، باعتباره ضمن قائمة الاحتياطيين، مضيفا "لدينا حظوظ كبيرة لأداء دورة في المستوى لأننا نملك لاعبين كبار"، مشيرا بأن هذا المنتخب تكوّن في عهد المدرّب السابق الفرنسي جون ميشال كافالي "رغم أننا حرمنا من المشاركة في كأس أمم إفريقيا بغانا، وكان هناك نفس اللاّعبين الحاليين وكنت معهم رفقة زرابي وبوزيد ودهّام." وختم شادلي بأنه ليس جديدا على المنتخب الجزائري "الذي لعبت له في الأواسط والأكابر في الظروف الصعبة"، معتبرا بأن حمل الألوان الوطنية شرف لكل لاعب.