أكد وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي أول أمس بمدريد على الطابع الشامل الذي يميز العلاقات المثالية الجزائرية-الإسبانية، مشيرا إلى أن العلاقات بين البلدين سجلت تطورا على قدر كبير من الأهمية، تميز بارتفاع المبادلات التجارية والاستثمارات. وذكر السيد مدلسي لدى تنشيطه ندوة صحفية مشتركة مع نظيره الإسباني ميغال إنجيل موراتينوس عقب الاجتماع الرابع رفيع المستوى الجزائري الإسباني، أن تواجد المؤسسات الإسبانية في الجزائر عرف تطورا مطردا، وأن التعاون الثنائي لا يقتصر على الطاقة فقط وإنما كذلك على قطاعات أخرى على غرار المياه والصيد البحري والخدمات، معربا بالمناسبة عن إرادة البلدين في توسيع هذا التعاون إلى مجالات الطاقات المتجددة. وأوضح الوزير أن الاجتماع الرابع على مستوى القمة، رسخ صفحة جديدة في العلاقات الجزائرية الإسبانية التي قال أنها "لا ينبغي أن تتركز فقط على الاقتصاد، وإنما أيضا على التعاون البشري من خلال التعاون العلمي والتقني الثقافي". ولدى تطرقه لموضوع تنقل الأشخاص أبرز المتحدث الجهود التي بذلتها إسبانيا خلال الأشهر الأخيرة، غير أنه اعتبرها غير كافية مقارنة بما ينتظره الجزائريون، مشيرا في السياق إلى أن القمة الثنائية التي انعقدت أول أمس كانت مناسبة للتطرق لعديد المسائل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك على غرار الصحراء الغربية والساحل والشرق الأوسط ومبادرة 5 زائد 5. وبخصوص مكافحة الإرهاب أوضح رئيس الدبلوماسية الجزائرية أن ذلك يعد هدفا مشتركا وأن التعاون الثنائي في هذا المجال يعد واقعا، مذكرا بأن الجزائر التي عانت كثيرا من هذه الآفة خلال سنوات 1990، ما فتئت تعرب عن استعدادها لمشاطرة تجربتها في مكافحة الإرهاب مع بلدان أخرى. فيما أشار في سياق متصل إلى الوضع السائد في منطقة الساحل معتبرا بأن الأمر يتعلق بانشغال بلدان المنطقة تكفلت به المصالح المعنية. أما في موضوع اتفاق الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي أبرز وزير الشؤون الخارجية الأهمية الكبيرة لهذه العلاقة، مشيرا إلى أنه لا مجال للتراجع عن هذا الاتفاق الذي لازال حسبه بحاجة فقط لصيغ جديدة للعمل بشكل أكثر انفتاحا وتوازنا. من جانبه أكد السيد موراتينوس أن بلاده تشاطر نفس النظرة مع الجزائر في مجال مكافحة الإرهاب منوها في هذا الصدد بمساعدتها وتعاونها في هذا المجال. كما حيا الاقتراح الجزائري الذي يجرم الفديات لمختطفي الرهائن الذي صادق عليه مؤخرا مجلس الأمن الدولي، مضيفا بأن بلاده تشاطر كليا المبادرة الجزائرية. وعلى المستوى الثنائي وصف رئيس الدبلوماسية الإسبانية العلاقات الجزائرية-الإسبانية ب"الاستراتيجية والعميقة والمكثفة"، مشيرا إلى أن المبادلات التجارية لبلاده مع الجزائر قد تضاعفت خلال سنتي 2008 و2009. تجدر الإشارة إلى أن التصريح الختامي الذي توج الاجتماع رفيع المستوى بين البلدين أول أمس سجل بارتياح المصادقة سنة 2008 على خارطة الطريق التي ترافق تنفيذ اتفاق الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي الذي وقع بفالنسيا سنة 2002 تحت الرئاسة الإسبانية للاتحاد الأوروبي، وجدد التزام إسبانيا بالعمل خلال فترة رئاستها لسنة 2010 على تعزيز موقف الجزائر كشريك مفضل في المنطقة.