كشف مدير الثقافة لولاية الطارف، سليمان جوادي، أنه كلف فريقا مختصا بالتوجه إلى منطقة "بورديم" في بلدية بوثلجة قصد معاينة الاكتشاف الأثري الهام والمتعلق بعثور فلاح أثناء قيامه بحرث مزرعته، على مصباح زيتي "فانوس" يستعمل في الإنارة بواسطة الزيت و"لفتيلة"، وهي الطريقة التي كانت شائعة في عهد الرومان، إضافة إلى العثور على قطعتين من الحلي تعود حسب سليمان جوادي إلى ما بين الحقبتين التاريخيتين الوثنية والمسيحية في أواخر القرن الثاني وبداية القرن الثالث للميلاد. وأوضح مسؤول قطاع الثقافة في اتصال مع صحفي "الأمة العربية"، أن مصالحه تمكنت في السنوات الثلاث الأخيرة من إحصاء عدة مواقع أثرية ترجع إلى عهود خلت، وقد جرى اكتشافها من طرف مواطنين تكفلوا بإبلاغ الوصاية. وشدد سليمان جوادي الذي يدير دواليب الثقافة في ولاية الطارف منذ سنوات، على أن ما لفت انتباهه في تلك الاكتشافات هو أنها حدثت في مناطق متفرقة، على غرار المقبرة الأثرية ب "الدندان" في البسباس، و"سبعة رقود" في الطارف ومنطقة الريغية في بلدية بريحان، وعدد من مداشر بلديتي الزيتونة والذرعان، إضافة إلى المنبع الطبيعي "بورديم" في بلدية بوثلجة، وهو ما يؤكد حسب جوادي حقيقة مفادها أن نشأة منطقة الطارف يعود إلى عصور غابرة وأن هذه المعالم الأثرية والشواهد التاريخية ستظل مكسبا مهما للثقافة المحلية. واعترف الأستاذ سليمان جوادي، أن بعض هذه المواقع بحاجة إلى مزيد من العناية والاهتمام بفضل تكاتف جميع الجهود لأجل صيانة الذاكرة الوطنية، كاشفا أن ثلاثة ملفات مقترحة للتصنيف، هي الآن على طاولة مكتب وزيرة الثقافة، والأمر يتعلق بقلعة الطاحونة في بلدية القالة وزاوية الدندان العثمانية بالبسباس، وقصر فاطمة الروماني ببلدية العيون المتاخمة للجمهورية التونسية.