أوفدت وزارة الثقافة نهاية الأسبوع المنصرم مختصا لمعاينة الاكتشافات الأثرية المكتشفة مؤخرا بولاية سكيكدة و تحديدا بكل من زردازة و السبت حسبما علم أول أمس من رئيسة قسم حفظ التراث الثقافي بمديرية الثقافة،وأوضحت الآنسة غنية شكريط بأن موفد الوصاية أكد أن هذين الاكتشافين يشكلان "أهمية أثرية و تاريخية كبيرة" نظرا لما تم العثور عليه في هذين الموقعين من أدوات. كما دعا مديرية الثقافة إلى تسجيل الموقع الأثري المكتشف ببلدية السبت في قائمة الجرد الإضافي كإجراء أولي في انتظار ما ستقرره وزارة الثقافة بعد الاطلاع على ملف المعاينة . للتذكير فإن الموقع الأثري الذي يعود للحقبة الرومانية و المكتشف في فيفري المنصرم بزردازة بدائرة الحروش (جنوبسكيكدة) هو عبارة عن مدينة رومانية يرجح أن تكون مدينة "تابسوس" التي اكتشفت على إثر قيام أحد المواطنين بأشغال بناء منزل ليعثر على أعمدة من الرخام ومعاصر للزيتون وكذا حوض لوضع الزيوت بالإضافة إلى حجارة من الحجم الكبير. وأضافت الآنسة شكريط أن الموقع المكتشف بالمكان المسمى "دوار الرضوانية" ببلدية السبت جنوب شرق سكيكدة نهاية مارس 2009 هو عبارة عن مزرعة كبيرة باعتبار أنها تتربع على حوالي 6 هكتارات. و تم العثور عليها بعد محاولة أحد المواطنين حفر قبر لدفن والدته. وأكدت نفس المسؤولة أنه تم العثور بهذا الموقع على تابوت حجري و معاصر للزيتون و أواني فخارية جنائزية بالإضافة إلى خزان تحت الأرض كان يستعمل إما لتخزين الماء أو المواد الغذائية .وأضافت أن ولاية سكيكدة تزخر "بكنوز أثرية جد مهمة" زادت في قيمتها المكتشفات الأخيرة مما يدل أن روسيكادا كانت آهلة بعدة حضارات قديمة خصوصا وأن هذه المنطقة شهدت منذ العام 1995 اكتشافات أثرية وصفتها بأنها "جد مهمة ومتسارعة الوتيرة" . ويتعلق الأمر -حسب ذات المصدر- بالمقبرة التي اكتشفت العام 1995 بمنطقة "رأس الحلوف" ببلدية مجاز الدشيش تعود إلى الفترة الإسلامية وكذا هيكلا عظميا للحقبة الرومانية اكتشف مدفونا سنة 2002 بمنطقة "أولاد عطية" الذي يوجد حاليا بالمتحف البلدي. ومن بين المواقع الأثرية الأخرى المكتشفة عبر إقليم ولاية سكيكدة ذكرت الآنسة شكريط "المغارة العجيبة " بمنطقة "الزعرورة" وهي عبارة عن تشكيلات لترسبات طبيعية تعود إلى الزمن الجيولوجي الرابع (حوالي 25 مليون سنة قبل الميلاد) إلى جانب اكتشاف في منتصف نوفمبر2008 بمنطقة "الخربة" جنوب بلدية رمضان جمال مزرعة رومانية تضم معاصر للزيتون وأشكالا مختلفة من الحجارة المنحوتة بالإضافة إلى آثار لحمام بعد اكتشاف ممرات وبنايات تحت الأرض ومغارة وكذا تشكيلات طبيعية من الكلس. أما الاكتشاف الأخير فكان بمنطقة أم الطوب (غرب سكيكدة) مطلع أفريل وهو عبارة عن نصب جنائزية عثر عليها أثناء القيام بأشغال لوضع أنبوب غاز يربط بين ولايتي سكيكدة و جيجل و ذلك منذ 11 سنة مضت ولم يتم التبليغ عنه أو التعرف عليه بسبب الحالة الأمنية التي كانت سائدة بالمنطقة آنذاك.للإشارة تضم ولاية سكيكدة مواقع أثرية عديدة كقلعة القلة ببلدية أولاد حبابة (غرب سكيكدة و قبور الدولمان بالقل و موقع لمساجد بجندل (شرق سكيكدة) بالإضافة إلى وجود قرابة 2.000 قطعة أثرية الأمر الذي يستدعي و بإلحاح بناء متحف بهذه المنطقة على حد تعبير نفس الأخصائية.