علمت "الأمة العربية" من مصادر قضائية موثوق بها، أن وكيل الجمهورية استأنف الأحكام الابتدائية الصادرة عن محكمة الجنح سيدي أمحمد بالعاصمة في قضية "تزوير شهادات الالتحاق بمسابقة مضيفي الطيران ب الخطوط الجوية الجزائرية"، حيث تراوحت الأحكام ما بين 6 أشهر حبسا، مع وقف التنفيذ وعاما حبسا مع وقف التنفيذ وعام حبسا نافذا مع أحكام بالبراءة في حق ستة متورطين آخرين، وهو ما نطق به قاضي الجنح الأسبوع الفارط بعد جلسة المحاكمة التي التمس فيها ممثل الحق العام تسليط عقوبة عامين حبسا نافذا، و200 ألف غرامة نافذة في حق 16 متورطا في الفضيحة بعد متابعة 13 شخصا منهم بجنح التزوير واستعمال المزور في شهادات إدارية، وثلاثة آخرين تمت متابعتهم بالتزوير واستعمال المزور مع استغلال وظيفة، حيث يتعلق الأمر بالمتهم "ع.م" الذي يعمل سائقا في وكالة التعمير والبناء و"ن.ع" إطار سابق بشركة الخطوط الجوية الجزائرية و"س.م" موظفة بالمصالح الاقتصادية بثانوية حامية بالقبة. وحسب مصادرنا، فالقضية ستطرح من جديد أمام مجلس قضاء العاصمة خلال الأيام القليلة القادمة بعد تقدم المتورطين المدانين باستئناف في الأحكام الصادرة ضدهم، خاصة بعد إنكارهم أثناء محاكمتهم لجميع التهم المنسوبة إليهم والمتعلقة باستعمالهم للشهادات المزورة في مسابقة التوظيف. كما نفوا علاقتهم بتزويرها، فيما اعترفوا أنهم استعانوا بأشخاص آخرين للحصول على الشهادات المزورة دون معرفتهم لهم. وقد تبين خلال الجلسة، أن أغلبهم لم يتحصل على شهادة البكالوريا، فهناك من له مستوى تاسعة أساسي، مع العلم أن شروط الالتحاق بمسابقة مضيفي الطيران بالخطوط الجوية الجزائرية تشترط حصول المترشح على شهادة البكالوريا، مع سنتين تدرج بقسم الترجمة. ومن جهة أخرى، أنكر المتهم الموقوف "ع.محمد" علاقته بالشهادة المزوّرة التي قدمتها إحدى المتهمات في ملف الترشح، مصرحا أنه مجرد سائق ولا يعرف المتهمة "ع.م" إطلاقا، وهو ما أكدته هذه الأخيرة،مصرحة أنها اتصلت بشخص يدعى "موح اللوز" من الشراڤة حتى يساعدتها في الحصول على شهادة مزوّرة تفيد حصولها على مستوى الثالثة ثانوي وطلب منها هذا الأخير مبلغ 8000 ألف دج و5 ملايين سنتيم لشهادة التسجيل في الجامعة، وأضافت أن شخصا آخر يدعى سمير هو من سلمها الشهادة المزوّرة ولم تلتق بمن زوّرها. هذا، وكشفت المحاكمة أن المتهمين الذين دخلوا المسابقة أجروا تربصا بشهادات مدرسية مزوّرة، وهم 13 شخصا من مجموع 153 مشارك، لم يصل مستواهم الثالثة ثانوي واستخدموا شهادات مزوّرة لثانويات ابن الناس بأول ماي وحامية بالقبة وثانوية ابن خلدون والثانوية المتعددة الاختصاصات بالشراڤة، لكنهم اختلفوا في طريقة التزوير؛ فمنهم من استعان بشخص مجهول في تزوير الشهادة، ومنهم من صرح أنه تحصل عليها عن طريق أشخاص متوفين، ماعدا حالة واحدة استعان أحد المتهمين بمتهمة تعمل بثانوية حامية بالقبة هي من زوّرت له الشهادة، رغم إنكارها لذلك.