رغم العملية العسكرية الواسعة التي أطلق عليها " مشترك"، وبدأها الحلف بالاشتراك مع القوات الأفغانية التي دخلت أسبوعها الثاني ضد طالبان في هلمند جنوبأفغانستان، إلا أن الناتوفشل كعادته في القضاء على الحركة التي أبدت قوة وصمودا كبيرين، عكس ما كان يروج له الناتو، وهذا باعتراف كبار القادة العسكريين في قوات الحلف، الذين حذروا من تعرض قوات الناتو إلى مزيد من الخسائر، لا سيما مع دخول المواجهات العسكرية في منطقة مرجة بهلمند أسبوعها الثاني . اعتراف الجنرال البريطاني جوردن مسنجر بقدرة طالبان في المقاومة في مرجة والتي زادت وتيرتها مؤخرا، وكذا تصريحات قائد القيادة الأمريكية الوسطى الجنرال ديفيد بتريوس التي اعترف فيها بإمكانية تعرض القوات الدولية المشاركة في العمليات ضد حركة طالبان، لخسائر كبيرة مع دخول المواجهات في مدينة "مرجة" والمناطق المحيطة بها بولاية "هلمند". يرى فيها المحللون السياسيون أنها مؤشرات لسقوط الناتو في مستنقع طالبان، هذه الحركة التي أبدت مقاومة شرسة، أذهلت الناتو، لا سيما مع سقوط عدد كبير من القتلى في صفوف الجنود الغربيين على أيدي طالبان. حيث أقر الجنرال باتريوس في هذا الصدد" إن الخسائر قد تكون مماثلة لما فقده الجيش الأمريكي بعد زيادة قواته في العراق عام 2007 وهي ألف قتيل" . ولم يتوقف الأمر عند اعترافات كبار قادة الناتو، حول الخسائر الكبيرة في صفوف قواتهم، بل تعدى الأمر إلى أكثر من هذا، من خلال تصريحات مسؤولين أمريكيين بقوة المقاومة التي تبديها حركة طالبان،حيث أقر أحدهم قائلاً :" إن المسلحين كانوا أقوياء في العراق وهم كذلك في أفغانستان". فضلا عن تصريحات أحد قادة الناتو والتي اعترف فيها، بأن ثمة مقاومة شرسة في منطقة مرجة، مشيرا إلى أن عدد مقاتلي طالبان المنتشرين في مدينة مرجة ومحيطها يتراوح بين 400 وألف من المقاتلين الأشداء من بينهم انتحاريون. الأمر الذي يوضح جليا أن مصير العملية العسكرية الواسعة "مشترك" للناتو في مرجة، لن تكون أقل سوء من العملية العسكرية التي نفذها الحلف في إقليم هلمند في جويلة 2009 والتي أطلق عليها اسم" خنجر" . ففي العملية العسكرية الأولى للحلف، "خنجر" قامت طالبان بشن هجوم مباغت، على القوات الأمريكية من كل جهة، مستخدمة بذلك مختلف عملياتها العسكرية، أسفرت عن سقوط عدد هائل من القتلى والجرحى بين الأمريكيين، الأمر الذي أدى بالإدارة الأمريكية إلى شراء طالبان بالمال والمشاركة في العملية السياسية داخل الحكومة الأفغانية، مقابل وقف هجماتها ضد الناتو، إلا أن طلبها هذا قوبل بالرفض من طرف طالبان التي أصرت على مواصلة حمل السلاح وطرد قوات الحلف من أفغانستان . وهو ما يعني أن إدارة أوباما لن تكون في أفضل حال من سابقتها، حيث ستسقط هي الأخرى في المستنقع الأفغاني كما سقطت إدارة بوش في المستنقع العراقي . ويبدو جليا أن السيناريوذاته، سوف يتكرر مع عملية "مشترك"، لا سيما في ظل اعترافات كبار القادة العسكريين في الناتو، التي باتت تتحدث عن شهور وليس أسابيع لإخلاء إقليم هلمند من مسلحي طالبان مثلما كان يتوقعه الحلف .