ذكرت تقارير إعلامية أن آلاف الجنود الأمريكيين والبريطانيين والأفغان بدأوا فجر أمس السبت في شن هجوم واسع تحت اسم ''العملية المشتركة''، ضد مقاتلي حركة طالبان في مدينة مرجة بإقليم هلمند جنوبي البلاد، ووصف هذا الهجوم بالأكبر منذ الإطاحة بالحركة عام .2001 أضافت التقارير أن القوات المحمولة جوا بطائرات الهليكوبتر هاجمت المناطق التي تسيطر عليها طالبان، وذلك في محاولة لمساعدة القوات الحكومية إعادة بسط سيطرتها على المنطقة. يأتي هذا في الوقت الذي تضاربت فيه الأنباء بشأن المعارك الدائرة في هلمند، حيث أكدت مصادر بحلف الناتو والجيش الأفغاني أن نحو 5 من مقاتلي حركة طلبان لقوا مصرعهم في بداية الاشتباكات مشيرة إلى اعتقال نحو 8 من عناصر طلبان على قيد الحياة، فيما أكد المتحدث باسم حركة طلبان، يوسف أحمدي، أن مقاتلي الحركة قتلوا نحو 6 من جنود حلف الناتو والقوات الأفغانية. ويشكل الهجوم أول اختبار حقيقي للإستراتيجية الأمريكيةالجديدة التي اعتمدها الرئيس باراك أوباما بهدف إنهاء الحرب سريعاً ونقل مهمات الأمن إلى القوات الأفغانية. والهجوم هو الأول منذ أمر أوباما بإرسال 30 ألف جندي إضافي إلى أفغانستان في ديسمبر سيكون بداية حملة لفرض سيطرة الحكومة على مناطق يسيطر عليها المتمردون قبل أن تبدأ الولاياتالمتحدة في سحب قواتها في عام .2011 ولم يحاول الأمريكيون إبقاء العملية المرتقبة سراً، بل على العكس أخذوا يتحدثون عنها علانية منذ أسابيع، أملاً بأن يفر مقاتلو طالبان من أمام قواتهم. ولكن مقاتلي طالبان بقوا في مواقعهم وعززوا تحصيناتها. ومن المقرر بعد ذلك نقل السيطرة على المنطقة إلى العسكريين الأفغان، ومن ثم إلى السلطات الأفغانية عملاً بما تطمح الولاياتالمتحدة، المصدر الأول للمساعدات والقوات في أفغانستان، إلى تحقيقه في جميع مناطق هذا البلد تمهيداً لسحب قواتها في الموعد الذي أعلنه أوباما اعتباراً من منتصف .2011 ويرى خبراء أن معركة مرجة، السهل الزراعي في وادي نهر هلمند، ستكون بمثابة اختبار الإستراتيجية المضادة لطالبان التي وضعها قائد القوات الأمريكية والأطلسية في أفغانستان الجنرال الأمريكي ستانلي ماكريستال. ويقول الناتو إن منطقة مرجة تُعد أكبر تجمع سكاني يخضع لسلطة المسلحين في جنوبأفغانستان، إذ ينتشر ما بين 400 وألف مسلح في المنطقة يتحكمون بسكان البلدة البالغ عددهم حوالي 100 ألف نسمة. في سياق متصل، نقلت مصادر إعلامية عن مسؤول رفيع في ''الناتو'' قوله: إن الرئيس الأفغاني حامد كرزاي كان قد أعطى موافقته على الهجوم منذ يوم الخميس الماضي، مشيرا إلى أن الهجوم ربما يكون جزءا من إستراتيجية مواجهة المسلحين''.