كشف، أمس، رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، البروفيسور مصطفى خياطي، أن الجزائر لم تعد مركزا لعبور المخدرات، بل أصبحت بلدا منتجا مصدرا لها نتيجة موقعها الاستراتيجي، مؤكدا ضرورة إنشاء وتطوير خدمات المراكز المختصة في معالجة المدمنين وإعادة ادماجهم. وذكر خياطي في محاضرة ألقاها حول مكافحة المخدرات، بمقر جريدة "المجاهد" أن الجزائر أضحت في السنوات الأخيرة بلدا منتجا ومصدّرا للمخدرات بحكم موقعها الجغرافي وتوسطها لعدة دول واعتبارها بوابة إفريقيا نحو أوروبا، مستدلا في ذلك على أن آخر إحصائيات قامت بها الحكومة تشير إلى حجز 38 طن من حشيش "الكنابي" لسنة 2008، مضيفا أن إحصائيات 2007 كشفت عن نسبة 45٪ من مجموع التلاميذ الثانويين ممن يستهلكون المخدرات، وفي ذات السياق ألح خياطي على ضرورة التكفل الأمثل بالمستهلكين واعتبارهم ضحايا بدل متهمين، وتوجيههم إلى المراكز المختصة في معالجة المدمنين وإعادة إدماجهم اجتماعيا، وذلك موازاة مع تعميم هذه المراكز على مستوى التراب الوطني وتطوير خدماتها لمواكبة التطورات التي تشهدها الساحة العالمية في هذا المجال. وفي هذا الإطار، ذكر ذات المتحدث أن الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث بصدد إبرام اتفاقية شراكة مع المركز الإيطالي للتضامن (Jaise) وهي منظمة غير حكومية رائدة في مجال مكافحة المخدرات وتمتلك خبرة 50 سنة في هذا المجال. كما دعا إلى الرفع من مستوى تكوين المختصين النفسانيين ورؤساء جمعيات الأحياء وكذا تكثيف الحملات التحسيسية بهدف القضاء على هذه الظاهرة أو على الأقل الحد من استفحالها. ويتقاطع رأي خياطي مع رأي نائب الاتحاد العربي للوقاية من الإدمان "جبر ممدوح" الذي أكد في مداخلته أن الجزائر تعاني كثيرا من هذه الآفة على عكس باقي الدول العربية، مرجعا سبب ذلك الى نقص مراكز العلاج المختصة، وكذا غياب ثقافة الحوار بين أفراد الأسرة.