كشف رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، البروفيسور مصطفى خياطي، أن آفة تعاطي المخدرات تنتشر في كل التراب الوطني ولا تقتصر على منطقة دون أخرى، وكشف التحقيق الذي أعدته الهيئة في السنة الجارية، فإن 77، 33 بالمئة من الطلبة يتعاطون للمخدرات، 22 بالمائة منهم يتعاطون المهدئات المضادة للإكتئاب، و70 بالمائة من المستهلكين يتعاطون القنب الهندي ومشتقاته، معلقا أن هذه الأرقام تزيد في وقت الإمتحانات. قال خياطي، خلال الندوة التي نشطها نهاية الأسبوع في منتدى المجاهد بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، إن الشيء الخطير في الظاهرة هو تزايد نسب الذين يتعاطون المخدرات بشكل مزمن من 2 بالمائة إلى 10 بالمائة. وفي هذا السياق، أكد المتحدث على ضرورة تنسيق جهود الشركاء المعنيين بمكافحة آفة المخدرات والإدمان عليها، مقترحا استحداث هيئات ومراكز متابعة ميدانية ولجنة وزارية مشتركة تسهر على مراقبة الظاهرة، وتقديم الحلول المعقولة، وإعادة النظر في قانون تجريم مستهلك المخدرات.. في إشارة منه إلى إعادة النظر في عقوبة الحبس بالنسبة لمن يقبض بحوزته 1غرام من المخدرات فقط، معتبرا السجن مدرسة لتعلم الإجرام، خاصة أن الإحصائيات تشير إلى أنه من مجمل 47 ألف سجين، تم تسجيل 6015 مسجون مدمن على المخدرات. وفي سياق متصل، قال إن الأشخاص المدمنين على الكيف بحاجة إلى تكفل بسيكولوجي لرفع إرادتهم للخروج من حالة الإدمان، ومن المفروض تخصيص مساحات مغلقة للتكفل بهم من طرف مختصين في علم النفس. أما الفئة الأخرى التي تتعاطى المهدئات والأدوية فهي بحاجة إلى علاج كيميائي بالإضافة إلى العناية والمتابعة الطبية، خاصة أن 30بالمائة من المدمنين على المخدرات هم من مستهلكي الأقراص. وأثار التحقيق نقطة مهمة بخصوص غفلة الأولياء عن أولادهم، داعيا إلى مراقبة طرق إنفاقهم للمصروف اليومي، خاصة أن الإحصائيات تشير إلى أن 75بالمائة من الطلبة يحصلون على أموال شراء المخدرات من أوليائهم، في حين يعتمد البطالون على السرقة لتوفير الأموال وذلك بنسبة 8.6 بالمائة. وقال خياطي إن الظاهرة منتشرة في الشارع أكثر من المؤسسات التربوية، مؤكدا أن الظاهرة في تزايد مستمر وصارت تمس فئة الإناث خاصة بالنسبة للطالبات اللواتي تتعاطين الأقراص.. مشيرا إلى وجود 15 بالمائة من الأطفال يفترشون “الكارتون“ في شوارع الجزائر، و رُبعهم يستهلكون المخدرات، مطالبا بضرورة إشراك المجتمع المدني في التكفل بهذه الشريحة. ويشير التحقيق إلى تعاطي 41،17 بالمائة من الجامعيين المخدرات حيث 5،4 بالمائة منهم إناث، وكذلك إدمان 3993 عاملا للمخدرات بأنواعها بنسبة تقدر ب35 بالمائة، كما تمس الظاهرة 60 بالمائة من الشباب البطال. كما عالجت العدالة 82 قضية تتعلق بالمخدرات في الأوساط المدرسية، بالإضافة إلى توقيف 82 تلميذا بتهمة استهلاك وبيع المخدرات في الوسط المدرسي. وحسب ذات المصدر، فإن الإستهلاك العالمي للمخدرات وصل إلى 185 مليون فرد، 34 مليون منهم في إفريقيا وحدها، وهذا بنسبة تتراوح بين 3 الى 5 بالمائة من سكان العالم، موضحا أن أوربا وإفريقيا تصنفان كثاني سوق اقتصادي عالمي في التعاطي مع المخدرات بحجم مالي يصل إلى 500 مليار دولار.